أكاذيب الملالي ومروجوها .. صرخات متفرقة والألم واحد

أكاذيب الملالي ومروجوها .. صرخات متفرقة والألم واحد

ترتفع الأصوات وتزداد نبرتها كلما زاد الشعور بالألم، فالنظام الإيراني اليوم يتوجع كثيرا، ولا يوجد أمامه سوى تصريف الأنظار وتشتيتها نحو مشكلات أخرى هنا وهناك، فطريقة تصريف المشكلات الفارسية الجديدة اليوم منطوقة باللغة العربية، فتارة تأن من بيروت على لسان حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله وخائن الأمة، وتارة أخرى من صنعاء أو إحدى المدن اليمنية على شكل صواريخ باليستية، تجعلها قوات الدفاع الجوي السعودية كومة من الخردة بعد إطلاقها باتجاه مدن سعودية. الوجع الفارسي وأدواته المستعربة تجاوز المحرمات متجاهلا حرمة الدين وبيت الله الحرام والجيرة وأخوة الدم، التي جعلوها ماء، عقب عدم ارتوائهم من دماء الشعوب، فلا هم لهم سوى الحفاظ على مصالحهم ومصلحة حاشية علي خامنئي المرشد الإيراني الأعلى.
تتداول أخبار في شتى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة إقليميا وعالميا، مفادها أن النظام الإيراني يقف عاجزا أمام ضربات موجعة، مجهولة المصدر، لكثرة العداوات التي يمتاز بها مع مختلف كيانات العالم، فالنظام العاجز عن توفير أدنى مقومات الحياة الكريمة لشعبه يزداد اليوم يأسا أمام هجمات تضرب اقتصاده ومنشآته النووية، وتخترق أمنه وأمانه، وتستنزف أمواله، فيما يقف عاجزا لا يقوى إلا على الجعجعة، فهو أحد الأنظمة القليلة، التي تحظى بإجماع عالمي بأنها عدوانية ذات طابع توسعي على نطاق طائفي، من خلال آلية تدميرية تقوم على أذية دول أخرى، كما أن هذا النظام هو أحد أعمدة الشر في العالم، من خلال سعيه للحصول على سلاح نووي ونظام صاروخي، يهددان المنطقة والعالم بأسره، في ظل أوضاع متأزمة تعيشها المنطقة، التي لا تحتمل أي نزاعات أخرى، خصوصا بعد ما عانته من تدخلات في شؤون العراق وسورية ولبنان واليمن.
الوصفة العدوانية الإيرانية اليوم، مكوناتها الهجوم ثم الهجوم على الآخرين، في محاولة من صناع القرار الإيراني للتعري من تهمة الإرهاب وإلصاقها بغيرهم، لكن بلسان عربي ركيك لا بيان فيه، إذ شن الهجوم منذ البدايات كفقاعة اختبار على لسان وزير الإعلام المستقيل، ليأتي اليوم التنفيذ الفعلي للخطة على لسان حسن نصرالله الغارقة يداه في دماء السوريين واللبنانيين، نصرالله المثير للجدل بولائه للمرشد الإيراني، الذي فضل أن يكون أداة إيرانية رخيصة لمشروع فارسي هدام يقوم على أنقاض دول عربية، يزايد على العرب في محاربة الإرهاب، لنفي تهمة الإرهاب عنه، وعمن يمثلهم، لكن التقصير الوحيد دوليا في جهود محاربة الإرهاب بقاء من هو مثل حسن نصرالله حرا حتى اليوم، فإذا أردت أن تعرف شيئا عن مصير لبنان فعليك بالذهاب إلى طهران، فهذا الشخص يحاول افتراس العقول، وخلط الأوراق، لحماية أسياده من المعممين.
نصرالله المليئة مخيلته بالشر والفقيرة بالحقائق، يهدف - بحسب مراقبين - من تصريحاته إلى التأثير في الأوضاع فيما يتعلق بلمف مفاوضات الاتفاق النووي في فيينا، فالإدارة الأمريكية، التي جاءت بأكبر الخيبات للنظام الإيراني، التي تواصل عدم التنازل لمصلحة طهران في إيجاد صيغة توافقية، قد تمنح الطرف الإيراني امتيازات اقتصادية وسياسية، وكذلك شرعنة التدخل في دول المنطقة، كالتي أتى بها محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران السابق في 2015.
الخطة الإيرانية المعاكسة غير موفقة من حيث الشكل والمضمون والتوقيت، وكذلك من حيث النتائج، فهي تقوم على ركائز مختلة، بدءا من المهاجمين وهم شخصيات طائفية ذات ولاء إيراني مطلق، فاقدة للمصداقية أمام شعوب المنطقة، وهذا أمر يعرفه القاصي والداني، فالأمر لا يقتصر على حسن نصرالله إنما على نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني المتخبط دائما في خطاباته، الذي لا يحظى بأي ثقل في المؤسسة الميليشياوية الصفراء، والمعروف عنه أنه يقدم كل ما يملك للإيرانيين حتى يجعلوه خلفا لنصرالله، لكنه - بحسب محللين سياسيين - مستبعد، ومنصبه رمزي ليس إلا.
كما أن توقيت هجوم نصرالله جاء في الذكرى الثانية لمقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، المشهور بتصفية مئات آلاف السوريين والعراقيين، وتهجيرهم من مدنهم وقراهم، فهو شخص غير محبوب داخليا. وفي إيران لم تمر أيام قليلة على نصب مجسمات وتماثيل لسليماني في مدينة شهركرد أو مدينة الأكراد في إيران، حتى أضرم مجهول النار في صورة لسليماني عند مدخل مدينة كرمان وسط البلاد، فيما شهدت مدن أخرى إحراق نصب تذكارية تحمل صورا له.
بات واضحا للعيان أن النظام الإيراني في هجماته ضد السعودية وغيرها من الدول العربية، يقف خلفه ضعف إيراني غير مسبوق، فهو اليوم يدفع الفاتورة من حسابه الشخصي، فإيران تخسر كثيرا بسبب الحصار الأمريكي، بعد أعوام من الدمار، الذي تسببت فيه ودفعت الفاتورة شعوب عربية بدمائها. الخطابات تظهر ما تكنه نفوس القائمين على هذا النظام للسعودية وقيادتها، إضافة إلى ما تكشفه من فاعلية مضمونة لثقل السياسة السعودية الخارجية في مواجهة النفوذ الإيراني، لكن من خلال شخصيات عرفت بأنها شديدة اللهاث وراء المصالح وتحقيق المكاسب، وخلف شعارات سمتها اغتيال الأوطان وأحلام الشعوب واحتراف السياسات الباطلة، شخصيات عرفت عنها الشعارات الكاذبة والمرائية، لديها الجرأة على الدمار والخراب.

الأكثر قراءة