كم عدد التطبيقات في جوالك؟

في كانون الثاني (يناير) 2011، أطلقت جمعية اللهجات الأمريكية American Dialect Society على كلمة App أو التطبيق كلمة عام 2010 حيث تشير إلى أن المصطلح شائع ومتزايد في شعبيته آنذاك. ولا شك أن كلنا يستخدم تطبيقات الجوال بصورة يومية سواء أكان ذلك للعمل أم للترفيه أم لغيرهما من خلال تثبيت التطبيق في الهواتف الذكية التي تستخدم نظام تشغيل متطور وشاشة اللمس وتشغيل تطبيقات الجوال، سواء تصفح الإنترنت أو مطالعة البريد الإلكتروني أو فتح ملفات الأوفيس لأنه يحتوي على لوحة مفاتيح كاملة. إن الهواتف الذكية لا تختلف عن الحواسيب المحمولة والشخصية وعليه خرجت لنا تقنيات متعددة لتنقل الهاتف الجوال أو المحمول، المعروف سابقا بالاتصال الهاتفي فقط، إلى أداة ذكية توفر لنا عدة مزايا كما هو الحال في الحواسيب ومن أهمها التطبيقات. لقد أخذ الاهتمام بالتطبيقات بشكل متزايد حتى الآن لسببين مهمين: الأول هو أن استخدام التطبيقات عبر الإنترنت أضحى أسرع وأرخص وأكثر فاعلية لنشر البرامج في الأعمال. وهذا يعوض عن شراء ترخيص البرامج أو الاضطرار إلى تثبيته على الخوادم أو أجهزة الحواسيب المحلية ومواكبة التحديثات الضرورية، وكلها قد تكون باهظة الثمن وتستغرق وقتا.
والسبب الثاني هو أن تطبيقات الجوال تعمل على توسيع نطاق الأعمال وإنتاجيته، وبمجرد تجهيز الجوال بالتطبيق المناسب، من الممكن تنفيذ جميع أنواع وظائف العمل أثناء السفر أو خارج المكتب. ويستخدم العميل التطبيقات للاطلاع والتواصل مع الأصدقاء والعائلة والتسلية، لكنها تمثل بالنسبة للشركات والمنظمات وسيلة للتواصل مع العميل وعرض المنتجات والخدمات. ووفقا لموقع Statista.com، يبلغ العدد الحالي لمستخدمي الهواتف الذكية في العالم 6.4 مليار وهذا يعني أن 81 في المائة من سكان العالم يمتلكون هاتفا ذكيا، ويرتفع هذا الرقم بشكل كبير عن عام 2016 عندما كان هناك 3.7 مليار مستخدما فقط، أي 49.5 في المائة من سكان العالم. ويبلغ العدد الحالي لمستخدمي الهواتف المحمولة 7.1 مليار، ما يجعل 89.8 في المائة من الناس في العالم يمتلكون الهواتف المحمولة سواء الذكية أو غيرها. ويشار إلى أن عدد الهواتف الذكية في السعودية يقترب من 31 مليونا ويغطي 89 في المائة من سكان المملكة، وأصبح من السهولة بمكان نشر المنتجات والخدمات في كل أنحاء المعمورة. بالفعل لقد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من امتلاك كل فرد في المملكة والعالم هاتفا ذكيا.
إن المنافسة على اهتمام مستخدمي الهواتف الذكية أصبحت في غاية الشدة، ومنذ الربع الأول من عام 2021، تمكن مستخدمو أندرويد Android من الاختيار بين 3.48 مليون تطبيق، ما يجعل متجر جوجل Google Play المتجر الذي يحتوي على أكبر عدد من التطبيقات المتاحة. وجاء متجر أبل Apple App Store في المرتبة الثانية بما يقرب من 2.22 مليون تطبيق متاح لنظام iOS. ووفقا إلى موقع Buildfire.com، يقضي مستخدم الهاتف الذكي ثلاث ساعات وعشر دقائق كمتوسط يومي، بينما ينفق نحو ساعتين و51 دقيقة من هذا الوقت على التطبيقات بما يقرب من 90 في المائة من استخدام الهاتف الذكي. وتظهر الأبحاث الإحصائية أن متوسط عدد التطبيقات المثبتة في الهاتف الذكي يراوح بين 40 و80 تطبيقا لكن لا تستخدم كل هذه التطبيقات بصورة دورية بل إن البعض يجهل استخدامها. ويستخدم الشخص الطبيعي تسعة تطبيقات فقط كمتوسط يومي و30 تطبيقا كمتوسط شهري. وفي الواقع، يتم استخدام 25 في المائة من التطبيقات مرة واحدة فقط بعد تثبيتها ثم لا تستخدم مرة أخرى أو تزال نهائيا.
دعونا نتفق أن المنافسة للإبقاء على اهتمام المستخدم هي من أولويات الشركات وذلك من خلال أن يكون التطبيق ناجحا، ولا يكون كذلك إلا من خلال الجمع بين معرفة السوق والمستخدم والخدمة أو المنتج نفسه. ويجب أن تعمل كل هذه العوامل معا لمنح المستخدمين قيمة فريدة وإمكانية استخدام رائعة وأداء جيدا. وبالطبع يقاس مدى نجاح التطبيقات بمؤشرات أداء رئيسة مثل معدل بقاء المستخدم في التطبيق وعدد المستخدمين النشطين يوميا وشهريا وحياة العميل ومعدل التزام المستخدم بالتطبيق ومتوسط عدد الجلسات اليومية لكل مستخدم نشط ومتوسط مدة الجلسة ومدى بساطة التطبيق وسهولة الوصول إلى وظائفه ومعدل العائد على الاستثمار وغيرها. لكن مع كثرة التطبيقات كما ذكر سلفا، يظل موضوع التنافس والبقاء في السوق وجذب العميل والمستخدم ذو العلاقة جانبا مهما ولا يكون إلا بالتأكد من أن التطبيق ناجح. وتوجد عدة طرق تفرض نفسها كي يصبح التطبيق ناجحا مثل تحديد الفئة المستهدفة من المستخدمين وتوضيح القيم التي ستقدم لهم وتحديد نموذج العمل المناسب. ويجب أن تختار التقنية المناسبة لإنشاء التطبيق وتكوين فريق داخلي متمرس للمحافظة على الأداء العالي إضافة إلى التأكد أن التطبيق آمن وبسيط وسهل الوصول. وبالإمكان توفير طرف آخر من أجل تكامل البيانات حيث يمكن لخدمات الجهات الخارجية إثراء التطبيق وزيادة الاحتفاظ بالمستخدمين وتحسين تجربة المستخدم الإجمالية.
ومن الضروري رسم خطة استراتيجية للتسويق مع العمل على إجراء تحديثات Updates دورية للتطبيق بناء على ردود الفعل والملاحظات من المستخدمين، والتطبيق الذي لا يقوم بالتحديث أو نادرا ما يحدث محتوياتها، فمصيره الخروج من السوق. وأخيرا العمل على الاحتفاظ بالمستخدمين من خلال تحليل جميع البيانات الواردة وتحديث التطبيق باستمرار.
في الختام، لم يعد إنشاء تطبيق ناجح محصورا على مجموعة محدودة من مهندسي البرمجيات. وفي واقع الأمر، يتولى المصممون ورجال الأعمال المبتكرون والمسوقون المبدعون سوق تطبيقات الهاتف الذكي وتطبيقات المواقع الإلكترونية. ومن الملاحظ هو ازدحام هواتفنا الذكية بكم هائل من التطبيقات التي صدرت من الجهات الحكومية والخاصة، ما يستوجب مهارة التأقلم مع زحمة التطبيقات والتعامل معها وإدارتها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي