طفرة الإعلام المسموع تتجه إلى «البودكاست» .. و20 % من المستمعين يقضون ساعة واحدة يوميا

طفرة الإعلام المسموع تتجه إلى «البودكاست» .. و20 % من المستمعين يقضون ساعة واحدة يوميا
البودكاست سيمثل مستقبل البث الإذاعي المسموع قريبا.
طفرة الإعلام المسموع تتجه إلى «البودكاست» .. و20 % من المستمعين يقضون ساعة واحدة يوميا

بعد أن كانت طفرة بث الفيديو هي السائدة في عالم الإنترنت بين المستخدمين، باتت اليوم تقنيات البث المحتوى الصوتي أو ما يعرف بالبودكاست Podcast هي من أبرز المحتوى الذي يقضي المستخدمون أوقاتهم عليه، خاصة في السعودية كونها تمتلك المساحة الواسعة من مستخدمي الإنترنت والأكثر وصولا للشبكات الاجتماعية ومنصات البث، فبعد أن كان إنتاج المحتوى يعتمد في المقام الأول على إنتاج مقاطع اليوتيوب، استمر نمو صناعة المحتوى على الإنترنت دون تباطؤ.
فقد بات التوجه واضحا من المتابعين وصانعي المحتوى للاعتماد على البودكاست في صناعة وبث المحتوى، الأمر الذي من شأنه أن يغير من طبيعة استهلاك المحتوى وأن يؤثر بشكل واضح في مستقبل قطاع الراديو والإعلام المسموع بشكل عام الذي يجب أن يواكب التطور وعدم الاكتفاء بأساليب البث التقليدية.
وبحسب التقرير المشترك بين منصتي Hootsuite وWe Are Social، نمت صناعة البودكاست بشكل كبير منذ نشأتها باعتبارها واحدة من أشهر وسائل البث في العالم مع وجود الملايين ممن يحرصون على الاستماع إلى البودكاست في جميع الأوقات، وعلى مستوى العالم يستمع ما نسبته 20.1 في المائة من مستخدمي الإنترنت مرة واحدة أسبوعيا، وفي المملكة يستمع ما نسبته 18.9 في المائة من مستخدمي الإنترنت مرة واحدة أسبوعيا، ويقضي المستخدمون على مستوى العالم ما يقدر بـ57 دقيقة يوميا في الاستماع إلى البودكاست.
وفقا للإحصائيات العالمية بلغت قيمة سوق البث الصوتي العالمي Podcast ما يصل إلى 11.46 مليار دولار في 2020 ومن المتوقع أن يتوسع بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 31.1 في المائة من 2021، ليصل إلى 125.88 مليار دولار بحلول 2028 وذلك بحسب تقرير شركة grand view research.
وفي حديث لـ"الاقتصادية" قال المستشار التقني ونائب رئيس لجنة الاتصالات وتقنية المعلومات سابقا، خالد الذوادي، "كانت أول انطلاقة وظهور تقنية البودكاست بسبب استحداث تقنية لضغط الملفات الصوتية بصيغة Wav التي كان حجمها كبيرا جدا، ثم تحولت إلى mp3 التي صغر حجمها بعشرة أضعاف ذلك الحجم، إلى أن ظهرت أجهزة الموسيقى المعروفة iPod، التي باتت توجد في كل مكان من الهواتف الذكية حتى السيارات، واليوم باتت كبرى الإذاعات تستخدم هذه التقنية لحفظ وأرشفة الأخبار بشكل آن ويومي ومتاحة للجميع عند الطلب فهي حاليا مكملة لمن يتمكن من الاستماع إلى برنامجه المفضل يمكن له الرجوع إليه في أي وقت".
وحول توجه المستخدمين لتبني تقنية البث والبودكاست قال الذوادي، إن مستقبل جميع قنوات المسموعة ستتجه على غرار شركة نيتفلكس إلى البث، لكن حاليا أغلب المحطات الإذاعية تستخدم شبكات التواصل الاجتماعي لتغطي نقص التفاعل من الطرفين بين المذيع والمستمعين، فالمستقبـــل يمثل التجانس بين الإذاعات والبودكاست واستخدام تقنيات التواصل الاجتماعي.
من جانبه قال المختص في المحتوى الرقمي والمعد والمخرج اليوتيوبي ماهر الأرناوط في حديث خاص لـ"الاقتصادية"،
"يمثل البودكاست حديثا مطولا لشخص يتكلم خلاله عن موضوع معين بكل أريحية ودون النظر إلى الوقت (فالمجال مفتوح) وقد يكون البرنامج لشخص أو حوار شخصين وقد يكون أكثر، وبالحديث عن التقنيات فالبودكاست لا يعتمد على كثير من التقنيات بل يمكن حتى تسجيل حلقات وبث البودكاست عبر الهواتف الذكية، وهذا لا يعني أن عدم وجود استوديوهات تسجيل مختصة تزيد من احترافية العمل".
وحول تأثر الإذاعات بتقنية البودكاست، قال الأرناوط، "لا يخفى الأثر الكبير للإذاعات والأجيال التي خرجتها سابقا، فظهور المصادر والمتحدثين في إذاعة ما يعني كثيرا من القيود المحاطة به، على عكس البودكاست تماما، فلكل مرحلة إعلامية مدة وتنتهي، وأتوقع أن الجيل القادم مقبل على البودكاست بشكل أكبر مما هو عليه الآن، وقد تسحب البودكاست البساط من تحت الإذاعة التقليدية خلال عشرة أعوام كحد أقصى، في حال لم تقم الإذاعات بتبني هذه التقنية وتحويل أعمالها إلى البودكاست".

الأكثر قراءة