كلاب بوليسية تكتشف المصابين بكوفيد في نصف دقيقة

تفكر المدارس والمستشفيات والشركات في بريطانيا في استخدام الكلاب البوليسية للكشف عن فيروس كوفيد، إلى جانب طرق الفحص الأكثر تقليدية.
وجدت دراسة بريطانية نشرها اتحاد أكاديمي في أيار (مايو) الماضي أن الكلاب لديها سجل أفضل في اكتشاف الأشخاص المصابين بكوفيد- 19، مقارنة باختبارات التدفق الجانبي، مشيرة إلى أن مستوى الدقة لدى الكلاب ليس بعيدا عن "المعيار الذهبي" لاختبارات تفاعل البلمرة المتسلسل PCR.
يتزايد الاهتمام من قبل الشركات حول البلاد بما إذا كان يمكن نشر الكلاب المدربة بشكل خاص للكشف عن كوفيد عند مداخل النوادي الليلية والحانات وقاعات المؤتمرات والمدارس والمستشفيات والمطارات.
استخدمت استوديوهات أمازون، وهي شركة إنتاج وتوزيع أمريكية، أخيرا كلابا مدربة لفحص أكثر من 200 ممثل وطاقم عمل أثناء تصوير فيلم روائي طويل في لندن.
وفي الخريف، عقدت الحكومة البريطانية محادثات مع الاتحاد الأكاديمي بشأن استخدام الكلاب البوليسية في قمة كوب 26 المناخية في جلاسجو للتأكد يوميا من آلاف الزوار المشاركين في الحدث.
في النهاية، قرر الوزراء عدم الإقدام على ذلك بسب المخاوف بشأن "الحساسيات الثقافية" المحتملة تجاه الحيوانات بين المندوبين القادمين من نحو 200 بلد.
أجرت دول أخرى تجارب لاستخدام كلاب كوفيد البوليسية. في العام الماضي أطلق مطار هلسنكي مشروعا تجريبيا، بينما دربت الشرطة في دبي أخيرا 38 كلبا بوليسيا للكشف عن الفيروس، وفقا لـ"رويترز".
قال جيمس لوجان، وهو أستاذ في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، أجرى دراسة بالشراكة مع مؤسسة كلاب الكشف الطبي الخيرية وجامعة دورهام، إن السرطانات والأمراض المختلفة لها "رائحتها" الخاصة التي يمكن اكتشافها من قبل نوع من الكلاب مثل لابرادور وسبانيال.
أضاف، "لا نقول إن الكلاب يمكن أن تحل محل اختبارات LFT وPCR لكن يمكن أن تكون في بعض الحالات أداة إضافية. يمكن لكلبين فحص طائرة كاملة تقل أكثر من 300 شخص أثناء نزولهم من الطائرة في غضون 30 دقيقة فقط".
قالت كلير جيست، الرئيسة التنفيذية للاتحاد الأكاديمي، ميديكال ديتيكشن دوجز، الذي يجري أبحاثا للتشخيص المبكر للسرطان وأمراض أخرى، مستعينا بالكلاب، "عدد كبير من الأشخاص والمنظمات مهتمون. لقد أتيحت لنا فرصة رائعة في المملكة المتحدة (لتجارب) المرحلة النهائية في أماكن العمل (...) لدى بعض شركاء خدمات الصحة الوطنية، وهناك اهتمام من المدارس".
لدى كوفيد- 19 "رائحة فريدة للغاية"، ما يعني أن الحيوانات لا تجد مشقة في اكتشافه حتى وسط حشد من الناس. أضافت، "يمكنها القيام بذلك بسرعة مذهلة، إنها عملية شم لنصف ثانية لمعرفة إذا كان شخص ما مصابا بكوفيد".
استخدمت الدراسة، التي تم تمويلها جزئيا من قبل وزارة الصحة، ستة كلاب لشم أكثر من 3500 عينة من الرائحة. اكتشفت الحيوانات وجود فيروس سارس-كوف-2 بدقة تراوحت بين 82 و94 في المائة.
وهذا أقل فاعلية من اختبارات PCR، التي لها حساسية 97 في المائة، لكنها أكثر نجاحا من اختبارات التدفق الجانبي التي، في المتوسط، تكتشف 72 في المائة من الحالات التي تظهر عليها أعراض، و58 في المائة من الحالات التي لا تظهر فيها الأعراض.
لكن على عكس اختبارات التدفق الجانبي، كان لدى الكلاب عدد كبير من الحالات الإيجابية الخاطئة، حيث يتم تحديد الأشخاص بشكل خاطئ على أنهم مصابون بكوفيد. لكن مؤلفي التقرير جادلوا بأن إجبار عدد صغير على أخذ تقارير تفاعل البلمرة المتسلسل للتحقق كان أقل إزعاجا من اختبار مجموعة بأكملها.
بعد إجراء الدراسة الأولى في بيئة خاضعة للرقابة، يمضي الاتحاد الأكاديمي قدما في تجارب حية مع ما يصل إلى 20 كلبا.
قال لوجان، "أجرينا مناقشات مع عدد من المنظمات منذ فترة، بما في ذلك حكومات محلية، ليس فقط في المملكة المتحدة، إلى جانب شركات طيران ومطارات وأماكن عمل".
استخدمت استوديوهات أمازون كلبين لعدة أسابيع، جنبا إلى جنب مع الاختبارات التقليدية، أثناء تصوير فيلم "ذا بيبول وي هيت أت ذا ويدنج" The People We Hate At The Wedding.
ريتش جولد، مسؤول الامتثال الخاص بكوفيد في استوديوهات أمازون، أشار إلى أن استخدام الكلاب كان أيضا طريقة أكثر استدامة من طلب الاختبارات البلاستيكية، "لقد نجح الأمر حقا، استخدمناها لاختبار الفنانين الداعمين الذين كانوا على مقربة من الممثلين الرئيسين".
قال، "نحن نتعامل مع صناعة يجب أن تكون فيها بعيدا أثناء التنقل كل يوم إلى مواقع مختلفة. إذا أصيب شخص واحد بكوفيد، يمكنه إيقاف إنتاج بملايين الدولارات بالكامل". أضاف، "استخدام الكلاب طريقة سريعة وسهلة وغير جراحية".