ترقب لتأثيرات أرباح "إعمار" في توجهات سوق دبي المالية

ترقب لتأثيرات أرباح "إعمار" في توجهات سوق دبي المالية

تباينت الآراء بشأن توقعات حركة أسواق الإمارات، خصوصا سوق دبي مع بداية تعاملات أيار (مايو) غدا بعد إعلان شركة إعمار العقارية صاحبة السهم الثقيل في المؤشر انخفاضا قياسيا غير متوقع في أرباح الربع الأول بنسبة 74 في المائة إلى 237 مليون درهم.
تتوقع شريحة كبيرة من المتعاملين يؤيدها عدد من المحللين أن تتعرض السوق لعمليات بيع مكثفة يقودها سهم "إعمار" متأثرا بالانخفاض القوي في الأرباح الفصلية التي جاءت أقل من توقعات المحللين بكثير التي كانت تدور بين مليار و1.1 مليار درهم، ولا يستبعد أصحاب هذه التوقعات هبوط سهم إعمار بالحد الأقصى 10 في المائة بدون طلبات شراء.
وأغلق سهم "إعمار" في جلسة الخميس الماضي مستقرا دون تغير عند 2.35 درهم بعدما كان مرتفعا بنسبة 2.5 في المائة عند أعلى سعر 2.41 درهم أرجعه البعض إلى تسريبات النتائج التي أعلنتها الشركة عقب نهاية الجلسة إلى عدد من المتداولين سارعوا إلى البيع قرب الإغلاق بعدما تأكدوا من النتائج السلبية للشركة.
وأعطت أرباح الربع الأول لـ "إعمار" رسالة سلبية لمديري محافظ الاستثمار الذين يتوقعون في ضوء أرباح الربع الأول ألا تصل أرباح الشركة للعام الجاري ككل المليار درهم في حال استقر منحنى الربح عند هذا المستوى وفي حال لم تتراجع أرباح الفصول الثلاثة المقبلة عن أرباح الربع الأول وهو ما يعني أن أرباح العام ستتراجع بنحو 66 في المائة مقارنة بأرباح عام 2008 البالغة ثلاثة مليارات درهم.
في المقابل يري محللون ووسطاء أن السوق استوعبت جميع الأخبار السلبية المتوقعة لـ "إعمار" بما في ذلك تعرضها لخسائر كما يقول الدكتور محمد عفيفي مدير قسم الأبحاث والدراسات في شركة الفجر للأوراق المالية، ويضيف "نعتقد أن مجرد إعلان تحقيق أرباح للربع الأول بالنسبة لشركة إعمار أو حتى إعلان خسائر طفيفة سيقطع القيد الأخير لحركة السوق المحلية المتوقعة ويحرر الأسواق من القيود كافة والمعطيات المحلية التي أعاقت ارتفاعها خلال أسبوعين وجعلتها تتخلف عن الماراثون التنافسي الذي بدأته السوقان السعودية والمصرية.
وقال محمد علي ياسين، الرئيس التنفيذي لشركة شعاع كابيتال للأوراق المالية إن أنظار المستثمرين ستتركز خلال الأسبوع الجاري على ترقب مدى انعكاس أرباح "أعمار" على سهم الشركة بشكل خاص وسوق دبي المالي بشكل عام لما لسهم "إعمار" من أثر كبير في قرارات المستثمرين في التداول في أسواق الإمارات.
ويضيف أن نتائج شركات التطوير العقاري جاءت أقل من التوقعات خاصة أرباح شركة إعمار التي أظهرت تحقيق أرباح صافية بلغت 237 مليون درهم فقط ليؤكد تأثر الشركات العقارية التباطؤ الكبير في عمليات شراء الوحدات السكنية في ظل عدم توفير المؤسسات المالية لمنتجات تمويلية للأفراد لشراء الوحدات السكنية.
لهذا السبب شهدت أسواق الإمارات الأسبوع الماضي انخفاضا جماعيا طال سوقي دبي وأبو ظبي معا وانخفضت المضاربات بداية الأسبوع صاحبها انخفاض ملحوظ في المؤشر السعري لأسعار الأسهم لخروج المضاربين قبل بدء إعلانات الشركات نتائجها للربع الأول وتخوفاً من أية مفاجآت غير متوقعة.
ولكن مع ظهور نتائج الشركات التي كانت في معظمها مماثلة أو أفضل من التوقعات، خاصة في قطاع البنوك حيث استطاعت جميع البنوك أن تظهر نموا كبيرا في صافي أرباحها مقارنة بالربع الرابع لعام 2008، بل استطاع بعضها أن يسجل نسب نمو في الربع الأول من العام الحالي أعلى من الفترة نفساه من العام الماضي مثل بنك الخليج الأول وبنك الإمارات دبي الوطني ومصرف أبوظبي الإسلامي مما كان له أثر إيجابي في ارتفاع الأسواق نهاية الأسبوع.
ويرجع الدكتور عفيفي هبوط الأسواق خلال الأسبوع الماضي إلى قيام كبار المستثمرين ومديري محافظ الاستثمار بعمليات تخفيف لمراكزهم وتصريف قدر كبير من تلك المراكز على حساب صغار المستثمرين المتأثرين بمتابعة الأسواق الدولية وغير القادرين على قراءة معطيات السوق المحلية، التي تأثرت بتأخر الشركات القيادية، خاصة البنوك والشركات العقارية في إعلان نتائجها الفصلية خاصة أن نتائج الربع الأول تعد في غاية الأهمية للمؤسسات والمحافظ وكبار المستثمرين في استيضاح الصورة المستقبلية لأداء الأسواق وما يستتبع ذلك من تخطيط لحجم الاستثمارات ونسب وتوقيتات دخولها إلى الأسواق المحلية.
كما أن الأسبوع الأخير من الشهر عادة ما يشهد عمليات بيع كثيفة بغرض تغطية المراكز المكشوفة وكذلك جني الأرباح الشهرية لبعض المحافظ وإجراء عمليات تبديل للمراكز فضلا عن أن تلك المعطيات غالبا ما تشكل بيئة خصبة للمضاربين على الهبوط من خلال بث الشائعات السلبية على عديد من الأسهم، خاصة القيادية من أجل الضغط على المستويات السعرية إلى أقصى قدر ممكن .هذه المعطيات أدت كما يقول الدكتور عفيفي إلى انخفاض حاد في مؤشرات الأسواق خلال ثاني وثالث جلسات التداول من الأسبوع ما كبد صغار المستثمرين خسائر كبيرة بعد اندفاعهم نحو الشراء، ومع منتصف الأسبوع بدأت بعض البنوك والشركات القيادية في الإفصاح عن نتائجها وتصادف أن نتائج البنوك وعدد من الشركات حملت نموا في الأرباح مقارنة بالربع الأخير من عام 2008 بل إن بعضها حقق نموا مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، الأمر الذي أعاد الثقة مرة أخرى إلى المحافظ الاستثمارية وعادت في آخر جلستي تداول للدخول التدريجي ما أدى إلى عودة قيمة التداول اليومية إلى الارتفاع مرة أخرى.

الأكثر قراءة