الإلكترونات في قبضة البشر
نسمع بالتيار الكهربائي ونرى أثره في كل مكان ويستحيل أن نعيش في هذا الزمن دونه، ما يجعلنا لا نستطيع إنكار وجوده رغم أن أحدا منا لم يشاهده وكل ما نعرفه عنه أنه عباره عن سيل من الإلكترونات يعبر من مكان إلى آخر بسرعة وخفة يضيء لنا الدنيا ويربطنا بالعالم من خلال شبكة عالية من الاتصالات.
لذا حرص العلماء منذ القدم على سبر أغوار الذرة وما تحمله من شحنات موجبة "بروتونات" وشحنات سالبة "إلكترونات" وأخرى متعادلة "نيوترونات" ومعرفة أسرار التفاعلات الكيميائية التي لا يمكن للعين البشرية رصدها لحدوثها في فترة زمنية متناهية الصغر، وأجمعوا على أنه من الصعب رؤية التفاعلات الكيميائية فضلا عن التحكم بها أو بأحد مكوناتها من ذرات وإلكترونات!
ولمعرفة ماهية الإلكترونات التي تشكل حركتها عصب حياة البشر يكفيك أن تعرف أنها من يجعلنا نرى الأشياء فالضوء يدخل إلى العين ويثير الإلكترونات داخل شبكية العين فتتكون إشارة حسية تنتقل عبر الجهاز العصبي إلى المخ، لتتكون الصور التي نراها، لذا حرص العلماء على رصد حركتها داخل المادة، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك وحاولوا التحكم بها ودراسة مدى تأثير ذلك وانعكاسه على التطبيقات الحديثة في عديد من المجالات.
ولسرعة الإلكترونات كان لا بد من استخدام تقنية متطورة جدا ا قادرة على التحكم بها في وقت زمني فائق السرعة 10 ـ 18 من الثانية أو "الأتوثانية" "وتشكل ما نسبته مليار من المليار من الثانية وتعادل زمن الثانية الواحدة لعمر الكرة الأرضية والمقدر بمليارات الأعوام".
ومن العلماء الذين حاولوا الإمساك بالإلكترونات والتحكم بها وتصويرها العالم المصري محمد حسن، وفريقه في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة، حيث تمكنوا من التحكم في حركة الإلكترونات التي تدور داخل المواد من خلال استخدام نبضات ليزر فائقة السرعة، وهذا التحكم نتج عنه تغيير في خصائص المواد الصلبة والغازية.
يقول العالم محمد حسن، "عندما نتحكم في حركة الإلكترونات داخل الذرة، يمكننا حينئذ التحكم في الخواص الفيزيائية للمواد، مثلا يمكن أن نحول الزجاج من مادة عازلة غير موصلة للكهرباء إلى مادة جيدة التوصيل للكهرباء بمجرد توجيه ضوء الليزر إليه. وبهذا سنتمكن من نقل المعلومات وإجراء الاتصالات الفضائية في أعماق الكون السحيق بسرعة الليزر، ويتأمل الفريق العلمي أن يتمكنوا من تصوير حركة الإلكترونات ووقتها سنمكن من رؤية الكهرباء وما يحدث فعليا داخل أنابيب الاختبار أثناء التفاعلات الكيميائية.