قراءات

قراءات
قراءات
قراءات

بقايا النهار

في صيف 1956 يذهب ستيفنز، رئيس الخدم في قصر اللورد دارلنجتون، إلى ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن، في رحلة بالسيارة تأخذه، ولأول مرة، إلى مدن وبلدات بعيدة في الريف الإنجليزي. وفي أثناء الرحلة يستذكر مجريات الأعوام السابقة لعمله، مكتشفا نفسه وعالمه الداخلي وطبيعته المتحفظة وإنكاره لذاته، وما نذر نفسه له من أمور عظيمة، معرجا على كثير من الأحداث المهمة التي ألمت بإنجلترا في فترة ما بين الحربين العالميتين. "ولد في 8 نوفمبر 1954" روائي ياباني بريطاني. ولد في نجازاكي في اليابان وانتقلت أسرته للعيش في إنجلترا 1960. المؤلف إيشيجورو حصل على درجة البكالوريوس من جامعة كنت 1978 والماجستير من جامعة إيست أنجليا لدورة الكتابة الإبداعية 1980. وصار مواطنا بريطانيا 1982.

النقد البنيوي للحكاية

إن فعل الكتاب لا يتم دون أن يصمت الكتّاب. فعل الكتابة كأن يكون الكاتب "خافت الصوت كالميت"، أن يصير للإنسان الذي رفض الإجابة الأخيرة، وأن يكتب يعني أن يهب، منذ اللحظة الأولى، الإجابة الأخيرة للآخر. والسبب في ذلك، أن معنى عمل أدبي "أو نص" لا يمكن أن يتكون وحيدا. فالمؤلف لا ينشئ، أبدا، إلا افتراضات معنى، أو أشكالا، يعود العالم فيملؤها. إن النصوص، هنا، شبيهة بزريدات في حلقة معان عائمة. ومن يمكن له أن يثبت هذه "الحلقة"، ويهبها مدلولا أكيدا؟ لربما الزمن: أن يجمع الباحث نصوصا قديمة في كتاب جديد، هو أن يريد سؤال الزمن، وأن يلتمس منه إجابته عن مقطوعات آتية من الماضي، لكن الزمن مضاعف: زمن الكتابة، وزمن الذاكرة. وتدعو هذه الازدواجية، بدورها، معنى تاليا: الزمن هو ذاته شكل.

نساء وارسو

ما إن يصل "بافل" على رأس بعثة جيولوجية إلى "تل الشيطان" حتى يحذره الراعي العجوز القاطن هناك من أن عليه مغادرة التل خلال شهر، قبل أن ينتهي به الأمر منتحرا على فرع شجرة البلوط، ويكون مصير بعثته مثل مصير البعثات الثماني السابقة. إلا أن الشاب المتحمس يصر على إنجاح المهمة، على الرغم من أن أفراد بعثته يهربون من التل واحدا وراء الآخر. شيئا فشيئا، يتقارب الاثنان: الشاب الذي درس في العاصمة البولندية وراسو، والعجوز الذي يعرف خبايا التل وأسراره، وتصبح أمسياتهما سمرا لا ينتهي، يحكي فيها "بافل" للراعي عن غرامياته، فيما يستمع الآخر باندهاش، ويشتعل قلبه حبا بالراهبة ماريل آخر عشيقات الشاب. في "نساء وارسو" يكتب "جيوركي ماركوف" عن عالمين مختلفين حد التناقض، تاركا لشجرة البلوط أن ترسم مسار النهاية.

الأكثر قراءة