46 % من صغار السن في السعودية يستخدمون أجهزتهم الذكية تحت إشراف الآباء
ينظر الأطفال إلى العالم الرقمي إلى كونه مساحة واسعة تسمح لهم بالوصول إلى العالم الخارجي والتعرف عليه والتواصل معه بسرعة وسهولة عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، إلا أن هذا الأمر يجب أن يكون ضمن قواعد وسلوك آمن، كعدم التواصل مع الغرباء أو الذهاب إلى أماكن غير مألوفة وغير معروفة، ويأتي دور الآباء هنا ليجعلوا العالم الرقمي لأطفالهم أكثر أمانا، بحمايتهم من المحتوى غير اللائق ومساعدتهم على تعلم الشعور بالأمان في البيئة الرقمية باستخدام أدوات وطرق متنوعة، كتشجيعهم على اتباع عادات رقمية معينة في نطاق الأسرة أو استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية، التي يمكن أن تساعد على فرز المحتوى المرغوب فيه وغير المرغوب فيه، فضلا عن التحقق من نشاط الأطفال عبر الإنترنت.
وبشكل عام، يشعر معظم الآباء بالقلق حيال السلوك الرقمي لأطفالهم، ويبدون الرغبة في مراقبته والسيطرة عليه، وذكر ما يقرب من نصف المشاركين في دراسة أجرتها Kaspersky في المملكة التي بلغت نسبتهم 49 في المائة أنهم يستخدمون تطبيقات الرقابة الأبوية، كما قال 47 في المائة إنهم يراجعون بانتظام سجلات الإنترنت الخاصة بأطفالهم، وأفاد 58 في المائة من الآباء بأن أطفالهم يستخدمون الأجهزة الرقمية تحت إشراف أحد الوالدين 46 في المائة أو أحد أفراد الأسرة 12 في المائة.
ويتسم الأطفال المعاصرون بالوعي التقني منذ سن مبكرة مقارنة بأطفال الأجيال السابقة، بسبب تمتعهم بالقدرة على الوصول إلى الأدوات وعيش التجارب العملية منذ نعومة أظفارهم، بحسب ما أكدت الدراسة الاستطلاعية، لكن الأطفال قد لا يكونون ملمين بجميع قواعد السلوك الآمن عبر الإنترنت، التي يتعلمونها في الغالب تدريجيا من آبائهم الذين يرغبون عند إعطائهم الأجهزة في الحرص على أمنهم وسلامتهم على الإنترنت. لذلك، يسعى أغلبية الآباء إلى مراقبة نشاط الأطفال عبر الإنترنت لضمان سلامتهم.
ويرغب أغلبية الآباء التي تبلغ نسبتهم 64 في المائة في مراقبة مقاطع الفيديو التي يشاهدها الأطفال، والمواقع التي يزورونها 57 في المائة، والألعاب التي يمارسونها 60 في المائة، كما يود 47 في المائة من المشاركين في الدراسة تحديد الوقت الذي يقضيه الأطفال على الإنترنت وعلى أجهزتهم خلال اليوم.
ويناقش أكثر من نصف الآباء التي تبلغ نسبتهم 55 في المائة العادات الرقمية السليمة، ويستخدمون تطبيقات الرقابة الأبوية 49 في المائة، ويتحقق 47 في المائة آخرون منهم من سجل تصفح الإنترنت لدى أطفالهم. ومع ذلك، فإن 29 في المائة من المستطلعة آراؤهم يبدون ثقتهم بأطفالهم ولا يراقبونهم بأي شكل من الأشكال.
وبحسب نتائج الاستطلاع، يتحمل الوالدان والأسرة المسؤولية الأولى عن تنظيم سلوك الأطفال في الفضاء الرقمي 88 في المائة، لكن نحو نصفهم التي تبلغ نسبتهم 47 في المائة يرى أن المعلمين والمدارس يجب أن يتولوا مسؤولية هذا الأمر، فيما يشعر 31 في المائة أن الأطفال يجب أن يتحملوا بدورهم مسؤولية شخصية. وقد ناقش 98 في المائة من الآباء قواعد السلوك عبر الإنترنت والآداب الرقمية مع أطفالهم، في مؤشر يدعم ذلك الموقف، إلا أن 3 في المائة فقط لم يثيروا هذا الموضوع مع أطفالهم.
ويوصي الخبراء باتباع تدابير لمساعدة الأطفال على قضاء وقت مناسب وبأمان على الإنترنت التي تتركز في رفع الوعي بشأن السلامة الرقمية والأمن عبر الإنترنت أثناء استخدام الأجهزة الذكية، لذا على الآباء مساعدتهم على ذلك عبر مناقشة السيناريوهات المحتملة وأن يجعلوا من أنفسهم قدوة يحتذون بها، إلى جانب الأخذ في الحسبان تنزيل تطبيقات الرقابة الأبوية على أجهزة الأطفال ومناقشة هذا الموضوع مع الأطفال وشرح كيفية عمل هذه التطبيقات وأهميتها لإبقائهم آمنين على الإنترنت، ومناقشة الأطفال بمشكلة الإفراط في مشاركة المعلومات وخصوصية البيانات إذا كانوا مستخدمين نشطين للشبكات الاجتماعية ويشاركون الآخرين فيها قدرا كبيرا من المحتوى، ويوصي الآباء بمتابعة صفحات أطفالهم على الشبكات الاجتماعية، وأن يتابع أطفالهم صفحاتهم هم، مع حرصهم أن يظلوا قدوة لهم في السلوك على تلك الشبكات. كما ينبغي التحقق دائما من العلامات الجغرافية التي تترك على الصور، والحرص على عدم ظهور أي معلومات سرية في الصور أو الأوصاف، والتحقق من التعليقات التي يتركها الآخرون عليها. وستظهر القيادة بالقدوة لطفلك أيضا كيفية مشاركة المعلومات بأمان مع الحفاظ على خصوصيتهم.