الانهيار: كيف تختار المجتمعات الفشل أو النجاح؟
يؤكد الكتاب أن المجتمعات في البيئات الغنية بالموارد الطبيعية يرجح لها النجاح، بينما المجتمعات في الظروف المناخية الصعبة مع فقر الموارد تكون أكثر عرضة للفشل، خاصة إذا ما كانت تتخذ قرارات فاشلة فيما يتعلق باستغلال الموارد.
مع التغيرات المناخية التي تجتاح كوكب الأرض، يبدو التساؤل عن مستقبل المجتمع تساؤلا وجيها، فهل يمكن للموارد الطبيعية أن تنجو من الضغوط التي يضعها الناس عليها؟ قد يكون من المفيد استعراض نجاحات وإخفاقات المجتمعات التي واجهت بالفعل هذه التحديات في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة، فعبر التاريخ نجحت بعض المجتمعات في حين فشلت الأخرى.
يؤكد الكتاب أن المجتمعات في البيئات الغنية بالموارد الطبيعية يرجح لها النجاح، بينما المجتمعات في الظروف المناخية الصعبة مع فقر الموارد تكون أكثر عرضة للفشل، خاصة إذا ما كانت تتخذ قرارات فاشلة فيما يتعلق باستغلال الموارد.
تختلف التفاصيل، إلا أن الكثير من حالات انهيار المجتمعات تتبع منحنى معيناً يتمثل في شيوع الثقة العامة الزائدة، حيث يبدو المواد والغذاء وافرين. ثم تأتي اللحظة الحاسمة عندما تقل الموارد الطبيعية شيئا فشيئا حتى يصبح هناك عجزا فيها. تجتاح المجتمع عندئذ الفتن والمجاعات والقلاقل، حيث يشبه المؤرخون الانهيارات البيئية بالهزائم العسكرية.
لا يتسبب التدمير البيئي في كل الانهيارات (فهي لم تتسبب في انهيار الاتحاد السوفياتي علي سبيل المثال) إلا أنه بالنسبة لحضارات أمريكا الوسطى القديمة ورواندا الحديثة وهايتي مثلا كان فقر الموارد الطبيعية هو السبب وراء الصراعات البشرية.
والآن تهدد العوامل البشرية بوقوع الكثير من انهيارات المجتمعات إلا إذا وجد البشر حلولا وتمكنوا من تغيير سلوكهم في التعامل مع البيئة والموارد. يتناول الكتاب بالتفصيل بعض النماذج لفشل المجتمعات ونجاحها في العالم. من نماذج الانهيارات التي يتناولها الكتاب حضارة المايا في أمريكا الوسطى، الذين نجحوا في تكوين مجتمعات متقدمة، حيث قاموا ببناء مدن وأبنية عظيمة، كما قاموا ببناء خزانات للمياه لأن سقوط الأمطار في منطقتهم المدارية كان يختلف من عام لآخر، التي كان أحدها يكفي 100 ألف شخص لمدة عام ونصف.
على الرغم من هذا فقد زاد عدد السكان في حضارة المايا من القرن الثالث إلى القرن الثامن لتصل إلى ذروتها التي تقدر من ثلاثة إلى 14 مليون نسمة ثم أخذت في الانخفاض حتى الانهيار التام ممثلا في الانقراض.
وكان ضمن الأسباب أن مجتمعات المايا كانت تكافح من أجل إطعام أفرادها، وكانت الذرة هي محصولهم الأساسي بما فيها من بروتين قليل ولم تكن هذه المجتمعات تتخذ الحيوانات الداجنة سواء للعمل أو للطعام.
ومع قلة الطعام لم تزدد قوة مجتمعات المايا ولم تتحول إلى نظام المركزية على خلاف الأزتيك والإنكا، بل على العكس تناحرت مجموعاتهم وازدادت الصراعات بينهم، ما أسقط الكثير من الضحايا وأسقطوا الكثير من الأشجار لجمع الحطب والخشب، ثم حلت موجة جفاف هائلة عام 800 بعد الميلاد لتضع خاتمة لحضارة المايا.
Title: Collapse: How Societies Choose to Fail or Succeed
Author: Jared Diamond
Publisher: Penguin
ISBN-10: 0143036556
December 2008
Pages: 575