الصكوك.. "لعبة توقعات" في يد وكالات التصنيف

أصبحت سوق الصكوك العالمية بمثابة "لعبة توقعات" في يد وكالتي التصنيف الائتمانية ستاندرد آند بورز ومنافستها موديز. فقد كشفت بيانات أعدتها "الاقتصادية" أن هناك عدم وضوح في تكهنات الأرقام المالية الخاصة بأسواق الصكوك ولا سيما تلك التي تصدرها بعض مؤسسات المال الدولية. فعلى سبيل المثال و لا للحصر:
1- تباين في إصدارات قيمة الصكوك عام 2007 :
فبينما تقول "ستاندرد آند بورز" في تقريرها الصادر في 14 كانون الثاني (يناير) 2008 إن قيمة إجمالي إصدارات الصكوك قد وصلت إلى 34.3 مليار دولار، تقول مجلة "ذا بانكر" إن تلك الإصدارات وصلت إلى نحو 42 مليار دولار.
2- مرة أخرى تتباين في قيمة إجمالي إصدارات الصكوك الخاصة بنهاية 2008:
في حين ترى "ستاندرد" أن إصدارات الصكوك بلغت 14.9 مليار دولار، تقول مجلة "ذا بانكر" إن تلك الإصدارات بلغت نحو 20 مليار دولار.
3- تباين في نسبة انخفاض قيمة إصدارات الصكوك في نهاية 2008:
في حين ترى "ستاندرد" أن نسبة قيمة إصدارات الصكوك قد انخفضت بأكثر من 56 في المائة مقارنة بـ 2007 ، فضلت "موديز" القول "في تقريرها الذي صدر في 21 كانون الثاني (يناير) 2008"، إن نسبة هذا الانخفاض قد بلغت أكثر من 50 في المائة مقارنه بـ 2007.
4- تباين في إجمالي قيمة الصكوك التي أعلنت بعض الشركات في 2008 أنها تنوي إصدارها ولكنها أجلت خططها ولم تصدرها.
تقول "ستاندرد" إن تقديراتها المتحفظة حول الصكوك المؤجلة أو تلك التي جرى الحديث عنها أنها تزيد على 45 مليار دولار, بينما تصر "موديز" أن قيمة هذه الصكوك وصلت إلى 30 مليار دولار.
5- قبل أربعة أشهر من نهاية 2008، تخرج "ستاندرد" وتتوقع أن تصل قيمة إصدارات الصكوك في نهاية السنة إلى 30 مليار دولار, إلا أن السنة تنتهي بإصدارات تصل إلى 14.9 مليار. وفيما يلي نص الاقتباس المنشور في "الاقتصادية" في 30 آب (أغسطس) 2008:
"إلا أن الدكتور محمد دمق، إخصائي تقييم عاد وأكد أن وكالته، بحسب البيانات الاقتصادية التي لديها، تتوقع أن يبلغ إجمالي الصكوك الصادرة في نهاية هذا العام (2008) ما بين 20 و30 مليار دولار".
6- بعد شهرين من تصريح محمد تقي عثماني، تخرج وكالات التصنيف بتقارير ترسم فيها صورة مشرقة لإصدارات الصكوك، خطوة أرادت من ورائها - مؤسسات التصنيف - تطمين عملائها بمتانة وصلابة هذه السوق.
وتطرح تلك الملاحظات الست تساؤلات حول الغاية من هذه التوقعات المتفائلة حول سوق الصكوك ولمصلحة من يتم إصدار مثل هذه التوقعات التي لم تتحقق والتي قد يبنى على أثرها بعض مؤسسات المال الخليجية توقعاتها الاستثمارية.