توقعات بارتفاع النفط إلى 75 دولارا.. و100 مليون برميل على ظهور الناقلات

توقعات بارتفاع النفط إلى 75 دولارا.. و100 مليون برميل على ظهور الناقلات

كرر المستثمر الكبير في مجال النفط والملياردير الأمريكي ت. بوني بيكنز أمس توقعاته بأن ترتفع أسعار النفط إلى 75 دولارا للبرميل هذا العام مع قيام المنتجين بخفض الإمدادات، حيث قال بيكنز عن منتجي أوبك "قالوا لنا إنهم يريدون 75 دولارا بنهاية العام وأنا أراهن على ذلك وأصدقهم"، وتخفض "أوبك" الإنتاج لدعم أسعار الخام التي انحدرت من مرتفعات قياسية فوق 147 دولارا للبرميل في شهر تموز (يوليو) إلى نحو 47 دولارا في معاملات أمس.
وقال بيكنز خلال مؤتمر عن الوقود البديل "أعتقد أنكم ستقلصون المخزونات لأن من يملكون النفط يخفضون المعروض"، وذلك في إشارة إلى مخزونات النفط الخام الأمريكية التي أفادت الحكومة الاتحادية الأسبوع الماضي أنها قرب أعلى مستوياتها فيما يقرب من 19 عاما، وأبلغ بيكنز الصحافيين أن الولايات المتحدة ستستهلك فائض معروضها في غضون ثلاثة أشهر على الأرجح.
من جهته، اعتبر محمد الهاملي وزير الطاقة الإماراتي أن السعر الحالي للنفط يعكس الواقع الاقتصادي العالمي الذي يشهد ركودا والذي يحتاج إلى أسعار معقولة للنفط حتى يستعيد الاقتصاد العالمي عافيته .
وقال الهاملي الذي كان يتحدث عقب افتتاح الدورة السابعة عشرة لمؤتمر الشرق الأوسط للبترول والغاز " في دبي أن سعر 50 دولارا للبرميل ربما يساعد الاقتصاد العالمي على التعافي، مضيفا إن مثل هذا السعر عامل مهم لدعم استثمارات عديد من الدول النفطية في تنفيذ مشاريعها، وبتكلفة مناسبة.
وأشار الهاملي إلى أن الإمارات ستمضي في تنفيذ خططها التنموية دون أدنى تغيير، بغض النظر عن مستوى سعر النفط، منوها بأهمية دخول الدول النفطية بضخ استثمارات في مشاريع جديدة تضيف إمدادات نفطية، تكون بمثابة حماية لمواجهة أي موجات من الارتفاعات في الأسعار غير المبررة، بما يعني الحاجة إلى سعر مناسب.
وأكد أن الأسواق لا تعاني نقصا في الإمدادات النفطية، بل الوضع الحالي يؤكد وجود إمدادات مناسبة، كما أن المخزون النفطي يكفي الاحتياجات لما يقارب شهرين، وتحديدا ما بين 52 إلى 59 يوما، مضيفا أن عددا كبيرا من المصافي لا تعمل بكامل طاقتها في الوقت الراهن، ومن هنا فإن ضخ الاستثمارات في القطاع النفطي تمثل تحديا أمام عديد من الدول، خاصة في ظل التنافس بين القطاعات المختلفة على الاستثمارات.
واستبعد الوزير الإماراتي أن تلجأ منظمة "أوبك" إلى اتخاذ قرار بشأن تحديد مستوى رسمي لأسعار النفط الذي تنتجه الدول الأعضاء وليس لدى "أوبك" حاليا سعر مستهدف لبرميل النفط، وإنما ذلك متروك لتوازن قوى العرض والطلب في السوق النفطية العالمية، إلا أن المؤكد حاجة السوق والدول لأسعار نفطية معقولة لتدعم استرداد الاقتصاد العالمي عافيته من الركود الحالي.
وأوضح أن "أوبك" استطاعت أن تتكيف على مدى سنواتها مع أسعار مختلفة لبرميل نفطها المصدر الذي وصل في بعض الأحيان إلى عشرة دولارات، ولكن السعر الحالي لبرميل النفط (50 دولارا) يعكس الواقع الاقتصادي العالمي الذي يشهد ركودا.
ودعا الهاملي أمام المؤتمر "إلى زيادة الاستثمارات في قطاع الصناعات النفطية موضحا أن هناك حاجة لمزيد من الاستثمارات في القطاع النفطي وصناعاته لتجنب موجة جديدة من ارتفاع أسعار النفط العالمية".
وأضاف الوزير نأمل أن يتجاوز العالم خلال الفترة المقبلة تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية، متوقعا أنه وبعد انتهاء وزوال تداعيات الأزمة العالمية سيحدث نمو في الطلب المتزايد على الوقود الاحفوري، في الوقت الذي سيحافظ فيه النفط على موقعه كأكبر مصدر للطاقة مع ارتفاع في مستويات إسهام الغاز في تلبية احتياجات أسواق الطاقة .
من جهة أخرى، قال بيير باربي رئيس التجارة والشحن في شركة توتال أمس إن إجمالي النفط المخزون على متن ناقلات في أنحاء العالم يبلغ نحو 100 مليون برميل.
وأبلغ وكالة رويترز "هناك 100 مليون برميل من النفط عائمة الآن" وقدر أن النفط الخام يشكل نسبة 70 في المائة من الإجمالي، والمنتجات المكررة 30 في المائة.
إلى ذلك، تراجعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي أكثر من أربعة دولارات أمس بفعل انحسار التفاؤل بشأن الاقتصاد مع تراجع أسواق الأسهم وصعود الدولار وتضخم مخزونات النفط، ويحل أجل عقد أقرب استحقاق تسليم أيار (مايو) اليوم وهو ما اعتبر سببا آخر في الضغوط التي تتعرض لها أسعار الخام.
وفي أثناء التداولات تراجع سعر الخام تسليم أيار (مايو) في بورصة نيويورك التجارية "نايمكس" 4.20 دولار أي ما يعادل 8.34 في المائة مسجلا 46.13 دولار للبرميل بعد تداوله في نطاق 46.13 إلى 50.31 دولار.
وهبط مزيج برنت في عقود حزيران (يونيو) 1.7 دولار إلى 51.65 دولار للبرميل. وفي فيينا قالت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية تراجع قليلا يوم الجمعة إلى 51.45 دولار للبرميل من 51.55 دولار يوم الخميس الماضي. وتضم سلة "أوبك" 12 نوعا من النفط الخام. وهذه الخامات هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الإنجولي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري
والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام ميري الفنزويلي وأورينت من الإكوادور.

الأكثر قراءة