"عمالقة التكنولوجيا" تخسر233.7 مليار دولار في جلسة .. 3 أضعاف أرباحها للربع الثاني

"عمالقة التكنولوجيا" تخسر233.7 مليار دولار في جلسة .. 3 أضعاف أرباحها للربع الثاني

فقد عمالقة شركات التكنولوجيا العالمية نحو 233.7 مليار دولار خلال جلسة تداول الأسواق الأمريكية أمس الأول، وذلك بالتزامن مع تعطل عدد من مواقع التواصل الاجتماعي، على رأسها "فيسبوك" و"واتساب".
والشركات هي، "أبل" بخسائر سوقية 58 مليار دولار، و"مايكروسوفت" 45 مليار دولار، و"جوجل" 36 مليار دولار، و"فيسبوك" 47.3 مليار دولار، و"أمازون" بخسائر 47.4 مليار دولار.
ووفقا لرصد وحدة التقارير في صحيفة الاقتصادية، تعادل تلك الخسائر أكثر من ثلاثة أضعاف أرباح الشركات الخمس مجتمعة خلال الربع الثاني البالغة 74.7 مليار دولار.
كما تعادل 71 في المائة من إيرادات الشركات ذاتها خلال الفترة نفسها، البالغة 331.4 مليار دولار، و2.7 في المائة من قيمتها السوقية البالغة 8.746 تريليون دولار قبل الهبوط، و8.980 تريليون دولار بعده.
وحدث العطل المفاجئ في مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريحات تلفزيونية لفرانسيس هوجن التي عملت مديرة للمنتجات في "فيسبوك"، التى قالت إن الشركة تعطي الأولوية للربح على حساب المصلحة العامة.
وقدمت هوجن منذ نحو شهر ما لا يقل عن ثماني شكاوى إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات زاعمة أن شركة فيسبوك تخفي أبحاثا حول أوجه القصور فيها عن المستثمرين والجمهور.
كما سربت وثائق لصحيفة وول ستريت جورنال، التي نشرت تحقيقا يظهر أن "فيسبوك" كانت على دراية بمشكلات تطبيقاتها، بما في ذلك الآثار السلبية للمعلومات المضللة والضرر الذي تسببه إنستجرام خاصة للمراهقات.
وبعد بث المقابلة أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن تلك التسريبات هي أحدث حلقة من مسلسل حول منصة التواصل الاجتماعي يوضح أن التنظيم الذاتي لهذه الشركات العملاقة أثبت فشله.
وأمس، مثلت فرانسيس هوجن أمام النواب الأمريكيين، للمطالبة بتنظيم هذه الشبكة الاجتماعية، بعدما أثر عطل غير مسبوق على مليارات المستخدمين وأضاء على مدى الاعتماد العالمي على خدماتها.
وبحسب "الفرنسية"، أدلت بشهادتها في مبنى الكابيتول هيل بعدما سربت مجموعة من البحوث الداخلية إلى السلطات وإلى صحيفة وول ستريت جورنال توضح أن "فيسبوك" قد يكون مضرا بالصحة العقلية للمراهقين.
وتحدثت هوجن أمام أعضاء مجلس الشيوخ بعد أقل من يوم من مواجهة "فيسبوك" وتطبيقاته، "واتساب" و"إنستجرام" و"مسنجر"، عطلا غير مسبوق استمر سبع ساعات تقريبا، أثر في "مليارات المستخدمين"، وفقا لموقع "داون ديتيكتور" المتخصص برصد أعطال الخدمات الرقمية.
وفي مقتطفات من شهادة هوجن التي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام تتهم الموظفة السابقة شركة فيسبوك بوضع "الربح المادي قبل سلامة" مستخدمي الموقع.
وحذرت هوجن في بيان أعدته قبل الجلسة من خطر عدم إنشاء ضمانات جديدة لمنصة لا تكشف كثيرا عن طريقة عملها.
وجاء في بيانها "أعتقد أن منتجات "فيسبوك" تضر بالأطفال وتغذي الانقسامات وتضعف ديموقراطيتنا".
وأضافت "هناك حاجة إلى تحرك الكونجرس. لن يحلوا هذه الأزمة دون مساعدتكم".
وأشارت في شهادتها إلى خطر القوة التي تملكها خدمة أصبحت منسوجة في الحياة اليومية لكثير من الأشخاص.
وأضافت "لقد مضيت قدما لأنني أدركت حقيقة مخيفة، لا أحد خارج "فيسبوك" يعرف ما يحدث داخل "فيسبوك". تخفي قيادة الشركة المعلومات الحيوية عن الجمهور والحكومة الأمريكية والمساهمين فيها والحكومات في كل أنحاء العالم".
وتابعت "إن شدة هذه الأزمة تتطلب أن نخرج من الأطر التنظيمية السابقة".
ولطالما ردت "فيسبوك" على الاعتراضات المتصلة بممارساتها وتأثيراتها في الناس، وتأتي هذه الأزمة لتشكل ضربة جديدة لعملاق وادي السيليكون.
ويهدد النواب الأمريكيون منذ أعوام بوضع أطر تنظيمية لـ"فيسبوك" والشبكات الاجتماعية الأخرى لمواجهة الانتقادات التي تواجهها شركات التكنولوجيا العملاقة فيما يتعلق بتجاهلها مسائل الخصوصية وبأنها توفر منصات مثالية لنشر معلومات مضللة والإضرار برفاهية الشباب.
وبعد أعوام من الانتقادات الشديدة الموجهة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، دون إصلاحات تشريعية تذكر، كان بعض الخبراء مشككين في أن التغيير آت.
وقالت هوجن وهي مهندسة بيانات (37 عاما) من ولاية إيوا عملت لشركات أبرزها "جوجل وبنترست" خلال برنامج "60 مينيتس" الذي يبث الأحد عبر محطة "سي بي إس"، "لقد عملت في كثير من الشبكات الاجتماعية، وكان الوضع في "فيسبوك" أسوأ بشكل ملحوظ من أي شيء رأيته من قبل".
ورد نائب رئيس المجموعة نك كليج على هوجن قائلا "بحوثنا أو بحوث أي طرف آخر لا تدعم حقيقة أن إنستجرام (شبكة) سيئة أو مضرة لجميع المراهقين".
وأوضحت "فيسبوك" في بيان مساء الإثنين، أن العطل الواسع سببه "تغيير خاطئ في إعدادات الخوادم" التي تربط هذه المنصات بمستخدميها من خلال الإنترنت.
وأضافت أن العطل الفني تسبب "بسلسلة من المشكلات أثرت في أدوات وأنظمة كثيرة نستخدمها داخليا بشكل يومي ما عرقل جهودنا لتشخيص المشكلة وحلها".
وإضافة إلى التأثير في الأشخاص والشركات وغيرهما ممن يعتمدون على أدوات الشركة، تلقى الرئيس التنفيذي للمجموعة مارك زاكربرج ضربة مالية.
وأفاد موقع "فورتشن" لتتبع المليارديرات مساء الإثنين بأن ثروة زاكربرج الشخصية تراجعت بنحو ستة مليارات دولار عن اليوم السابق لتهبط إلى أقل بقليل من 117 مليارا.
وشعر بعض الأشخاص بفرح لأن "فيسبوك" وتطبيقاته خارج عن الخدمة، لكن البعض اشتكى لوكالة فرانس برس من أن هذا الانقطاع عن الإنترنت تسبب لهم في مشكلات مهنية وشخصية.
وقالت ميلي دونيلي وهي مسؤولة في منظمة غير ربحية "أنا أحب إنستجرام. إنه التطبيق الذي أستخدمه أكثر من غيره، خصوصا لعملي".
وأضافت "من الناحية المهنية، إنها بالتأكيد خطوة إلى الوراء، ومن الناحية الشخصية، أنا معتادة على البقاء متصلة بالتطبيق".
وحدة التقارير الاقتصادية

الأكثر قراءة