صندوق سويسري: المبادئ الإسلامية يمكن أن تعيد الانضباط للأسواق
قال مدير صندوق بيرش أسيتس لإدارة الأصول إن التمويل الإسلامي يمكنه توسيع نطاق جاذبيته إلى ما هو أبعد من قاعدته التقليدية في أعقاب الأزمة المالية العالمية كما يمكنه المساعدة في إعادة الانضباط إلى النظام المالي.
وقال توبي بيرش لـ "رويترز": "ستساعد مبادئ الشريعة مديري الأصول على الانصراف عن الهندسة المالية والتحول إلى المشاركة في المخاطر والأرباح وهو نظام أفضل بكثير". وتابع أن كثيرا من المستثمرين ينجذبون إلى الاستثمارات المطابقة للشريعة الإسلامية لأنها تتجنب المنتجات التي يستعصي فهمها على الكثيرين وتركز على منتجات ملموسة. وقال "تدمير الأصول الحقيقية أصعب من تدمير المنتجات المالية المعقدة".
وأضاف "من الناحية المصرفية لا يمكن للبنوك الإسلامية أن تقرض سوى ما لديها من ودائع وهو ما يتفادى تخليق الائتمان بكل آثاره التي شاهدناها خلال الأزمة المالية. الإقراض يصبح أكثر انضباطا بدرجة كبيرة".
وكانت مخاوف بيرش من أن الإفراط في الإقراض يشكل تهديدا رئيسيا للنظام المالي العالمي قد دفعته إلى نشر كتابه "الانهيار الأخير" مطلع عام 2007 الذي ناقش خلاله تداعيات أزمة الائتمان التي كانت وقتها تلوح في الأفق. وقال بيرش "كنت أتساءل: كيف يمكن أن نتعلم شيئا مما كنت أعتقد أنها كارثة مالية وشيكة وتجنب خلق الظروف نفسها مرة أخرى".
وأضاف "عندما نظرت إلى مبادئ التمويل الإسلامي.. وجدت كل الإجابات فيها". وقد أعلن مجموعة من رجال المال والأعمال النمساويين والمسلمين العرب والأتراك والأمريكيين والأوروبيين في 2008 تأسيس أول صندوق إسلامي في النمسا تحت اسم "بركة" يقوم بالاستثمار المالي بما يتسق مع تعاليم العقيدة والشريعة الإسلامية. ويهدف المشروع إلى استثمار أموال المودعين من المسلمين وغير المسلمين في النمسا وبقية الدول الأوروبية بشكل إسلامي آمن ومرن ومدر للربح الحلال. وأكد المهندس مضر خوجة المدير التنفيذي لصندوق "بركة" الإسلامي في حينها أنه سيكون بالإمكان استثمار الأموال بشكل إسلامي من خلال الصندوق، على أن يخضع لفحص دقيق ورقابة دائمة من قبل لجنة إسلامية شرعية عالمية مستقلة تعمل على تنويع مصادر الاستثمارات المالية الإسلامية بما يحقق الربح الحلال للمودعين.