كيف تقرأ؟
قال الفيلسوف هنري والاس، "أحيانا تكون قراءة بعض الكتب أقوى من أي معركة"، لذا فإن صدى القراءة في الذات أعظم من أثر الرصاص في الصخر، وثمنها ينعكس على حياة الفرد وأسلوبه وفكره، والحاجة إلى الثقافة القرائية اليوم أوجب، بفعل المشتتات المحيطة بنا، لأن معرفة أسباب القراءة تؤدي لمحبتها، وبحسب مختصين، فهناك طرق تؤدي الثمرة بسرعة وفاعلية، ويمكن تطبيقها من خلال استعراض الفهرس وتحديد الباب المراد القراءة عنه فقط، ثم وضع سؤال أمام الباب المطلوب، ووضع الإجابة بعد الفراغ من قراءته، وهذه الطريقة مجربة، آتت أكلها، عكس القراءة من الجلدة للجلدة، التي كانت سائدة فيما مضى، لكنها لم تعد صالحة في زماننا.
هذه الطريقة فاعلة للقراءات العامة والعلمية والاستكشافية، وتمنح القارئ ما يريد معرفته مباشرة، ليس هذا فحسب، بل تتماهى مع حشد المعلومات، التي تصل يوميا من مصادر عدة لإتمام قراءة الكتب في وقت وجيز وبأعلى فائدة، ولكنها بطبيعة الحال لا تصلح للقراءات العميقة، كالدراسات والبحوث، ولا تصلح أيضا للكتب القصصية أو الروائية، وثمة معلومة يجدر التنويه بها، وهي أن القراءة بأسلوب الجمل لا الكلمات. فالتعليم بأسلوبه التقليدي غرس عادة القراءة كلمة كلمة، ولكن العين باستطاعتها القراءة بالجمل، وهي مهارة يمكن تعلمها، وتدريب العين مهارة لا يتعلمها الطلاب في المدارس، والمناهج لم تهتم بسرعة القراءة، بقدر الاهتمام بأساسيات القراءة، فتوقفنا عند المستويات المتدنية. لقد كان العصر الماضي عصر تعليم القراءة، أما العصر الحالي فهو عصر تعلم كيف نقرأ.