المساجد في جربة التونسية .. تتزين بالأبيض والأخضر وتتخفف من الزخرفة

يمثل المسجد في جزيرة جربة التونسية الواقعة على مسافة 400 كيلو متر عن العاصمة تونس أحد المعالم الدينية والاجتماعية المهمة التي يتحدد عليها شكل الحي حيث يتوسط كل المنازل ويستقطب نشاط ساكنيها في المناسبات والأعياد، ويعد معمار المسجد في جربة فريدا من نوعه سواء على مستوى التوزيع الجغرافي للعمارة أو على مستوى الزخارف المعتمدة في تزيين المساجد التي تمتاز بالبساطة والتواضع، حيث تخلو جدران هذه المساجد من الزخارف المعتادة في بقية المساجد المنتشرة في العالم الإسلامي، وهي لا تتعدى في مثل هذه الحالات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأدعية.
وتعتمد هذه المساجد على لونين اثنين في تزيين جدرانها وملحقاتها الأخرى وهما اللونان الأبيض والأخضر، فالأول يستخدم لتزيين الجدران والأسقف، فيما يستخدم الثاني لتزيين الأبواب والنوافذ.
وتتميز مساجد الجزيرة كما أوردتها بعض الدراسات التونسية المختصة بتخطيطها المنفتح، وتكونها من وحدات معمارية متعددة منها ما هو مخصص للشعائر الدينية كصحن المسجد. ومنها ما هو مخصص للطهارة، ومنها ما هو مخصص للإقامة كالغرف أو كذلك للتدريس كالكتاب، كما هناك في المسجد نفسه فضاءات للنشاطات الاقتصادية كالمخازن وأخرى للاجتماعية مثل المطابخ، وعادة ما تتوزع هذه الوحدات المعمارية فوق فضاء مبلط ومعد لتجميع المياه في "مواجل" وفسقيات، كما يحيط بالمعلم الديني سور قليل الارتفاع يمكن من رؤية أجزاء المعلم كافة.