رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


مجموعات 7- 8 عشرون وعنها يسألون؟ ونجاح قمة العشرين (3 من 3)

عندما بدأت العاصفة المالية تهب على الجميع وتكرر في الإعلام اسم المجموعات سبع وثمان وعشرين أصبح أكثر من قارئ يتساءل عن ماهية هذه المجموعات وأهدافها وتركيبها وهو ما يسعدني أن أدلي بدلوي في الحديث عن هذه المجموعات وتركيبها وإن كانت أهدافها الأساسية واحدة، وقبل الشرح عن هذه المجموعات فإن النتائج الجيدة التي توصلت إليها قمة مجموعة العشرين التي عقدت في لندن وشاركت فيها المملكة للمرة الثانية بحضور ومشاركة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولا شك أن وجود المملكة ضمن هذه المنظومة العالمية يعطيها الأهمية التي تستحقها والوزن الكبير الذي تتمتع به عالمياً وإسلامياً وعربياً، ولا شك أن نتائج مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي بالاستعانة بآلية جديدة للإقراض يمكن تفعيلها دون الاضطرار إلى حل المسألة المميزة بإعادة توزيع حق التصويت في المؤسسات المالية الدولية، وسيكون ذلك كافياً لدعم الصندوق للتحرك لمساعدة كثير من البلدان وكانت أبرز القرارات:
* دعم صندوق النقد والبنك الدوليين بألف مليار دولار.
* تسييل صندوق النقد الدولي احتياطه من الذهب لمساعدة الدول الفقيرة.
* وضع قواعد جديدة تراعي العلاوات والأجور.
* إنشاء آليات دولية لتنظيم الأسواق المالية.
* إنفاق خمسة آلاف مليار دولار حتى عام 2010م لتحفيز الاقتصاد.
* توفير الوظائف وتقصير أجل الركود.
* تمويل التجارة بـ 250 مليار دولار على مدى عامين.
* نشر قائمة بالدول التي لا تبدي تعاونا في مجال التهرب الضريبي.
* عقد الاجتماع مجدداً في اليابان في وقت لاحق من هذا العام.
كما أن إقدام الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية على تخصيص بنوك الأصول السامة التي ستحول إليها القروض المتعثرة والديون المعدومة وكذلك تشجيع الإنفاق ودفع المؤسسات المالية والبنوك على الإقراض وتدوير عجلة الاقتصاد المحلي والعالمي بعد توقف أجبرتها عليها الظروف، كما أن قدرات الدول على تحمل مسؤوليتها في دعم مؤسساتها المالية وبنوكها وأن الأزمة المالية التي عاشتها ويعيشها العالم تختلف عن كل الأزمات التي عاشها قبل ذلك ومنها الكساد العظيم في عامي 1929-1930م وكيف أن الدول الكبرى لم تتقيد بمنهج معين، أما الآن فإن الحال قد تغيرت وأصبح العالم الحالي قرية واحدة يؤثر بعضها في بعض ودخل الاقتصاد الشمالي في أمريكا وأوروبا غرفة العناية المركزة ما قد تستغرق كثيرا من الوقت لخروج هذا المريض إلى غرفة الإنعاش – وعوداً إلى الحديث عن المجموعات وأولاها مجموعة السبع الأم التي ولدت منها المجموعات الأخرى، حيث أصبح واضحاً للدول المؤسسة السبع التي أشرنا إليها أنها لا تستطيع أن تناقش المشكلات العالمية والمالية والاقتصادية بمعزل عن الدول الكبرى الأخرى، فأضافت إلى مجموعة السبع عضواً ثامناً منتسباً لا يحضر باستمرار وهو روسيا ثم رأت أن الحاجة ماسة إلى توسيع نشاط المجموعة فاقترحت إنشاء مجموعة العشرين، ومجموعة السبع دول، كما أشرنا سابقاً كانت تسمى مجموعة الـ 6 ويستخدم هذا التعبير قصراً على الدول ذات الكثافة السكانية ويجتمع وزراء مالية الدول السبع والثماني ما لا يقل عن أربع مرات سنوياً وكذلك يجتمع أحياناً وزراء الخارجية وهناك اجتماع لرؤساء الدول، وقد شارك خادم الحرمين الشريفين في الاجتماع الذي عقد في فرنسا قبل سنتين، وتتبنى فرنسا وبريطانيا إضافة خمس دول: البرازيل - الصين - الهند - المكسيك وجنوب إفريقيا، وقد شاركت هذه الدول كرؤساء ووزراء في اجتماع الـ 7 والـ 8 ويشار إليها بمجموعة 7 أو 8 زائد خمسة وتشارك فرنسا وإيطاليا وألمانيا بدعوة انضمام مصر وتوسيع المجموعة لتكون الـ 8 + 5 + 1 إلى مجموعة الأربعة عشرة وقد تمنت مصر الشقيقة على لسان وزير ماليتها غالي حضور مجموعة العشرين على مستوى الرؤساء بدلاً من المملكة لأنها تدعي أنها أعرف بإفريقيا وآسيا وعربياً بموضوع هذه الشعوب وقد اعتذر غالي أخيرا عما وصف بسوء التعبير أو زلة لسان – والجديد بالذكر أن مجموعة السبع أنشئت بعد 1973م وارتفاع أسعار البترول، حيث بادرت الولايات المتحدة بإنشاء ما يسمى بمجموعة الحرية ودعت إليها بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، واليابان ثم تطورت الفكرة بعد ذلك، ولعلنا نتحدث عن هذه المجموعة كالتالي:

مجموعة السبع
تتكون مجموعة السبع من كندا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، اليابان، وأمريكا – وتجتمع هذه الدول على مستوى الرؤساء بصفة دورية وكان آخر اجتماع لها في واشنطن في أتون المشكلة المالية العالمية العاصفة التي خرجت من داخل صومعة المال والأعمال في "وول ستريت" wall street ثم انتشرت بسرعة عجيبة إلى معظم اقتصادات العالم وكأن الرهن العقاري هو الفخ الذي وقع فيه كثيرون، وقد جاءت ولادة هذه المجموعة بعد أزمة 1973م البترولية، فقد دعت أمريكا إنشاء مجموعة الحرية لاجتماعات غير رسمية للمسؤولين عن الشؤون المالية في بريطانيا، ألمانيا، اليابان، وفرنسا، إضافة إلى أمريكا مما اضطر الرئيس الفرنسي جيسكار ديستان إلى الدعوة إلى مؤتمر عقد في رامبولي بفرنسا شارك فيه رؤساء ألمانيا، بريطانيا، اليابان، إيطاليا، وأمريكا وقد وافق القادة الستة على عقد اجتماعات دورية ثم انضمت إليها كندا لتصبح مجموعة السبع، ثم أضيفت إليها روسيا كضيف ثامن لتصبح مجموعة الثمان.

مجموعة العشرين
دعت الدول السبع والثماني إلى توسيع العضوية لتشمل دولا أخرى ذات أهمية اقتصادية وسياسية كبيرة وتساهم مجموعتها بنحو 90 في المائة من الناتج العالمي الإجمالي و80 في المائة من حجم التجارة العالمية وتشمل نحو ثلثي سكان العالم وتجتمع سنويا على مستوى وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وتدرس هذه الاجتماعات الأمور المتعلقة بالنظام المالي والحرص على استقرار النظام المالي العالمي وسهولة تبادل البضائع والأموال، أضيفت إلى المجموعة السابقة الـ 7 والـ 8 الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، الصين، الهند، إندونيسيا، المكسيك، المملكة العربية السعودية، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، والاتحاد الأوروبي – وهذه هي المرة الثانية التي يعقد فيها اجتماع رؤساء هذه الدول بعد الاجتماع الذي عقد في 14 – 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، في واشنطن كما تحدثنا سابقا – وكان مسك الختام هو الاجتماع الثاني والمهم الذي شاركت فيه المملكة والدول المشار إليها في لندن في 2 نيسان (أبريل) 2009، وخرج بتوصيات مهمة وربما يصبح انعقاد مؤتمر دول العشرين حتميا ودوريا وسنويا لأهميته.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي