النفط يرتفع 4 دولارات وسط موجة تفاؤل في الاقتصاد العالمي
ارتفع سعر الخام الأمريكي في العقود الآجلة بأكثر من 4 في المائة أمس وسط موجة من التفاؤل بشأن انتعاش الاقتصاد انعكست في ارتفاع أسعار الأسهم وتراجع الدولار.
وتدعمت أسعار العقود الآجلة بتقرير عن أن الطلبيات الجديدة من المصانع الأمريكية ارتفعت في شباط (فبراير) موقفة ستة أشهر من التراجع، وفي أثناء التداولات سجل سعر الخام الأمريكي في عقود أيار (مايو) 52.10 دولار للبرميل بارتفاع 3.71 دولار أي بنسبة 7.67 في المائة، وجرى تداول العقد بما بين 48.45 دولار و52.42 دولار.
من جهة أخرى، أكد نوبو تاناكا رئيس وكالة الطاقة الدولية أمس أن من المرجح أن تخفض الوكالة توقعاتها للطلب على النفط بدرجة كبيرة مع ظهور المزيد من البيانات الاقتصادية القاتمة.
وأبلغ تاناكا وكالة "رويترز" على هامش مؤتمر عن الطاقة "احتمالات خفض التوقعات ستكون كبيرة"، وأضاف قائلا "لدينا الآن بيانات ليس فقط من صندوق النقد الدولي بل أيضا من منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وكلها تشير الى توقعات قاتمة، وحتما سيكون الخفض المحتمل كبيرا لكن لا يمكنني تحديد حجمه".
وستصدر الوكالة التي تقدم المشورة لـ 28 دولة متقدمة تقريرها الشهري التالي في منتصف نيسان (أبريل) الجاري، وجدد تاناكا رأيه بأن هبوط أسعار النفط يقدم حافزا طبيعيا للاقتصاد العالمي.
وقال رئيس وكالة الطاقة الدولية "متوسط أسعار النفط بلغ نحو 100 دولار للبرميل العام الماضي، وفي هذا العام ربما يكون 40 دولارا، هذا الانخفاض البالغ 60 دولارا في أسعار النفط سيقدم حافزا قيمته تريليون دولار للاقتصاد العالمي".
وقالت وكالة الطاقة الدولية بالفعل إنها تتوقع أن يهبط الطلب على النفط هذا العام بأكثر من مليون برميل يوميا، وبين تاناكا أنه لم يعتقد قط أن أسعار النفط الحالية - التي بلغت نحو 50 دولارا - منخفضة جدا.
لكنه أبقى على قلقه من أن التأجيلات والإلغاءات لمشاريع للطاقة بسبب هبوط الأسعار ربما يترتب عليها نقص في المعروض عندما يتعافى الاقتصاد والطلب في 2010-2011.
ووصف رئيس وكالة الطاقة الدولية أيضا قرار "أوبك" الذي اتخذته في اجتماعها في منتصف آذار (مارس) الماضي بالتقيد بالقيود الإنتاجية الحالية وعدم استحداث تخفيضات أخرى في الإمدادات بأنه "معقول" ويتماشى مع الانخفاض الذي طرأ أخيرا على الطلب العالمي، وأضاف قائلا "لكن إذا خفضت منظمة اوبك الإنتاج لدعم الأسعار فإن ذلك قد يلحق ضررا بالاقتصاد العالمي".