كيفية التنافس: دليل الشركات للاندماج في الاقتصاد العالمي

يعتمد الكتاب على دراسة أجراها أحد مراكز قياس الأداء الصناعي، حيث تمت دراسة أكثر من 500 شركة عالمية لاكتشاف الممارسات التي تنجح في ظل ظروف الاقتصاد العالمي الحالية، وتلك التي تفشل في تحقيق الأهداف المرجوة منها والأسباب وراء كل من النجاح أو الفشل.
في الفترة الحالية تتصاعد المخاوف في الولايات المتحدة من عدم استقرار الوظائف، فمن صناعة إلى أخرى يبدو أن الوظائف تنتقل إلى الدول منخفضة الأجور في آسيا وأمريكا الوسطى وشرق أوروبا، فيما يعرف بظاهرة الاستئجار الخارجي. فالإنتاج الذي كان يتم كاملا بمختلف مراحله في الولايات المتحدة أصبح الآن يتجزأ إلى عدة مراحل توزع على العديد من الأماكن حول العالم.
يهدف الكتاب إلى اكتشاف مدى صحة المخاوف الحالية من العولمة في الولايات المتحدة، حيث يعتقد الكثيرون أن العولمة ستتسبب في إرسال الملايين من الوظائف الأمريكية إلى مناطق أخرى في العالم تتميز بوفرة الأيدي العاملة وانخفاض الأجور. وهكذا سيحل العامل الأجنبي محل العامل الأمريكي في الكثير من القطاعات خصوصا في القطاعات التكنولوجية؟
قامت مؤلفة الكتاب سوزان بيرجر بصحبة مجموعة من الباحثين بزيارة الكثير من الشركات وأماكن العمل والمصانع حول العالم، حيث أجرى فريق البحث مقابلات شخصية مع المديرين في أكثر من 500 شركة ووجهوا لهم أسئلة حول أي من مراحل عملية التصنيع تتم في مصانعهم وأيها يتم تنفيذه من خلال عملية الاستئجار الخارجي، كما ناقشهم فريق البحث في خططهم لتطوير شركاتهم ومشاريعهم.
فحص فريق البحث الشركات والمجالات التي تتغير فيها التكنولوجيا سريعا مثل الإلكترونيات وبرامج الكمبيوتر، وكذلك القطاعات التقليدية مثل صناعة السيارات والملابس والمنسوجات. كما قارنوا بين نجاح واستراتيجيات شركات المنتجات التكنولوجية التي تقوم بتصنيع منتجاتها في مصانعها وبين تلك التي تعتمد أساسا على الاستئجار الخارجي.
استعرض فريق البحث شركات المنسوجات والملابس عن قرب لاكتشاف أسباب اختيار بعض الشركات للإنتاج من خلال الاستئجار الخارجي وإنشاء المصانع في دول أخرى، بينما تعتمد الشركات الأخرى على قصر عمليات الإنتاج على الدولة التي توجد بها.
كانت نتيجة البحث أكثرا تعقيدا من الصورة المسطحة البسيطة التي يقدمها كل من مؤيدي ومعارضي العولمة. وعلى الرغم من الاعتقاد الشائع، فإن العمالة الرخيصة ليست هي الحل الجاهز الذي يمكن للشركات الاعتماد عليه من أجل تحقيق المزيد من النجاح والانتشار بأقل التكاليف الممكنة.
يقدم الكتاب الكثير من الطرق المختلفة للنجاح في ظل ظروف الاقتصاد العالمي الحالية، مؤكدا أن هناك طرقا للنجاح مفتوحة أمام الشركات أكثر مما يتخيل الجميع.