رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


أهمية الأعمال الخيرية في القطاع الصحي

المنصات الخاصة بالأعمال الخيرية اليوم أصبحت جزءا مهما في شكل الحياة لدى المجتمع، فبعدما كانت التبرعات أقل تنظيما في الفترة الماضية، نجد أن منصات مثل إحسان وفرجت وجود الإسكان، غيرت كثيرا في شكل الأعمال الخيرية، حيث تميزت بجوانب كبيرة تتعلق بالشفافية العالية وسهولة وصول المتبرع ومعرفة المتبرع للحالة التي يريد أن يوصل إليها المال، وهذا سيدفع بكثير من المؤسسات الخيرية والاجتماعية للعمل على تطوير طريقة عملهم وحوكمة هذا القطاع المهم للمجتمع الذي سيرفع من كفاءته ويمكن أن يحدث تحولا في المنطقة، حيث إن التساهل في عملية جمع التبرعات كان خطرا كبيرا على الأمن في المنطقة، كما أن وجود جهات تتابع بشكل مستمر الحالة ومستوى الاحتياج لديها يمكن أن يكون له أثر في ترتيب الأولويات.
القطاع الصحي من القطاعات الضرورية في أي مجتمع، ويعد أحد أهم عناصر جودة الحياة، وقد التزمت المملكة في دستورها بتأمين العلاج للمواطنين بشكل مجاني، ما جعل البعض ينظر إلى أن التبرع لهذا المجال أمر أقل أهمية، لتكفل الجهات الحكومية بذلك، إلا أن المشاركة الخيرية مع القطاع الحكومي تدعم كفاءة القطاع الصحي، ويعد شكلا من أشكال تنوع مصادر الدعم، إضافة إلى أنها يمكن أن تسرع من إتمام العلاج لحالات أكثر، إضافة إلى أن ذلك يمكن أن يكون سببا لثواب عظيم للمتبرع.
رغبة المتبرع تعتمد بشكل كبير على الأثر الذي يمكن أن ينعكس عليه، وشعوره بتأثير هذا التبرع، خصوصا لدينا نحن المسلمين ننظر إليه على أنه سبب للتوفيق في الدنيا والآخرة، إضافة إلى أن التبرع له آثار إيجابية كبيرة على السلم والأمن في المجتمع، إذ إن البعض عندما يجد نفسه في حالة حاجة يبرر لنفسه ارتكاب بعض المحظورات التي تضر بالمجتمع، ومع استمراء ذلك يتحول الأمر إلى مهنة وحرفة ضارة، واستغلال المحتاجين أحد أسباب تجنيدهم لارتكاب محظورات من قبل أعداء الأمة والوطن، ولذلك فإن التبرع أثره في الدنيا قائم وأثره في الآخرة كبير.
وفيما يتعلق بالعلاج والتبرعات للقطاع الصحي، فإن ثوابها عظيم جدا، ونتذكر معها الآية الكرية في قوله تعالى: "مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ"، وهذه الآية جاءت في سياق تحريم القتل دون وجود سبب يوجب ذلك، وأن من كان سببا في تسويغ القتل بلا سبب مشروع وفعل ذلك فكأنما قتل الناس جميعا في الوزر، لأنه سوغ ذلك، ومن أحياها، أي امتنع عن قبول قتلها وحرم ذلك، فكأنما كان سببا في بقاء الحياة للبشر، وقد فسرها بعض العلماء أن من كان سببا في إنقاذ إنسان من أسباب الموت، مثل الغرق، كما جاء عن أحد كبار المفسرين وهو الإمام مجاهد: "(ومن أحياها) أي: أنجاها من غرق أو حرق أو هلكة"، وهذا أحد أشكال الرحمة من الله لعباده. ولا شك أن العلاج أحد أهم أسباب بقاء الإنسان حيا وبصحة جيدة، علما بأن المسألة لا تتعلق بحياة الشخص فقط، بل الاهتمام يتعلق بأمور كثيرة في المجتمع، ومنها صحة الإنسان من أعظم أسباب قدرته على العمل والإبداع، كما أنه سبب في الاهتمام بأسرته وأبنائه والإنفاق عليهم، إضافة إلى أن تقديم أسباب تغلب الإنسان على بعض القصور لديه في أعضائه، مثل السمع أو الحركة أو البصر، سبب لأن يتمكن من التعلم والعمل والعبادة، وغيرها من الأعمال الضرورية، وبلا شك من يكون سببا في تغيير ظروف الحياة لشخص - بإذن من الله وكرم منه سبحانه - سيؤجر على ذلك في الآخرة، إضافة إلى السعادة التي تغمر الإنسان وهو يرى أنه سبب تغيير كبير وجذري لحياة إنسان في هذه الأرض.
الخلاصة: إن الدعم الخيري للقطاع الصحي له ثواب كبير، وهو حاجة للمجتمع يمكن أن يسهم الإنسان فيها في تغيير ظروف كثير من الأشخاص بما ينعكس ليس فقط عليهم، بل من يعولون في هذا المجتمع، كما أنه سبب تعزيز إنتاجية المجتمع وتقليل أعداد المحتاجين فيه، فكما أن التبرع لمجالات مثل التعليم وبناء المساجد له أثر مستمر حتى بعد وفاة الإنسان، فالتبرعات للقطاع الصحي يمكن أن تكون من أسباب الثواب الذي يستمر أثره إلى ما بعد وفاة المتبرع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي