ترتيبات بين زعماء قمة العشرين قبل قمتهم الثانية في لندن
باشر زعماء قمة العشرين ا لتنسيق بينهم استعدادا لقمتهم التي تنعقد في لندن في الثاني من نيسان (أبريل) المقبل. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما بحث الأزمة الاقتصادية العالمية وبرامج قمة العشرين مع العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في اتصال هاتفي أجراه معه البارحة الأولى. (رويترز)
وأوضح بيان صدر عن البيت الأبيض في وقت متأخر البارحة الأولى، أن أوباما تحدث مع الملك عبد الله بشأن ضرورة تنسيق الجهود الدولية لاستعادة النمو العالمي. وأضاف البيان "جدد الرئيس والملك عبد الله التأكيد على أهمية العلاقات الأمريكية ـ السعودية القوية في دعم السلام والأمن في المنطقة". وكان ذلك ثاني اتصال هاتفي يجريه أوباما مع الملك عبد الله منذ تولى الرئيس الأمريكي السلطة في 20 كانون الثاني (يناير).
وكانت الرياض قد استقبلت الأسبوع الماضي مالوك براون وزير الدولة البريطاني لشؤون إفريقيا وآسيا والأمم المتحدة، وهو مفوض رئيس الوزراء البريطاني لقمة العشرين، حيث عقد الموفد اجتماعا مع الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وأبلغ "الاقتصادية" بعدها العساف أن الاجتماع تطرق إلى أجندة القمة التي تنعقد مع توسع نطاق الأزمة المالية العالمية. وتعد قمة لندن الثانية في تاريخ المجموعة، حيث انعقدت الأولى في واشنطن في 15 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2008.
وصف مالوك بعد زيارته الرياض، السعودية بأنها من أكبر المساهمين في صندوق النقد الدولي، وعضو في مجموعة العشرين، مشيرا إلى أن زيارته تأتي من أجل الوقوف على وجهة نظر المملكة حول أفضل الوسائل لتحقيق أهداف قمة لندن لإنعاش الاقتصاد العالمي. وقال براون في مؤتمر صحافي عقد في مقر اتحاد الصحافيين الأجانب في لندن إن الاهتمام والطموح في قمة لندن لتحفيز الاقتصاد العالمي في تزايد. وأضاف أن " العمل مستمر على تقوية أنظمة أسواق المال، وتشريعات أفضل والقمة ستناقش مبادئ رئيسة مهمة من بينها التمسك بمبدأ حرية الأسواق والعمل على إيجاد أفضل الوسائل لإدارة الاقتصاد العالمي وضمان المعايير المقبولة من الشفافية النزيهة والتحرك نحو اقتصادات منخفضة الكربون واعتماد مبدأ الحفاظ على البيئة ".
وأنشئت مجموعة العشرين في نهاية التسعينيات ردا على الأزمتين الماليتين الروسية والأسيوية وهي تضم الدول الصناعية والناشئة الكبرى.
وتتألف مجموعة العشرين من أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان وبريطانيا) إضافة إلى 12 دولة ناشئة هي جنوب إفريقيا والسعودية والأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا والمكسيك وروسيا وتركيا. والعضو العشرون في المجموعة هو الاتحاد الأوروبي ويمثله البلد الذي يتولى رئاسته الدورية، وهو حاليا الجمهورية التشيكية. كذلك يشارك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في أعمال مجموعة العشرين. ويقول مؤسسو المجموعة إنها تمثل "90 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي العالمي و80 في المائة من التجارة العالمية (بما في ذلك المبادلات التجارية داخل الاتحاد الأوروبي) وثلثي سكان العالم"، ما يعطيها وزنا سياسيا وشرعية واسعة.
وأنشئت مجموعة العشرين عام 1999 بمبادرة من مجموعة السبع. فبعد الأزمات المالية التي اندلعت على التوالي في آسيا وروسيا وأمريكا اللاتينية، أراد نادي الدول السبع الثرية تشكيل هيئة يمكن للقوى العالمية الكبرى بما فيها الدول الناشئة العمل معا في إطارها لتسوية هذه الاضطرابات وتفاديها. وعلى صعيد أوسع، تعد مجموعة العشرين منتدى يمكن فيه بحث مسائل الميزانية والنقد والنمو والتجارة والطاقة.
وتنظم بريطانيا التي تتولى الرئاسة هذه السنة قمة جديدة لرؤساء دول وحكومات المجموعة في الثاني من نيسان (ابريل) في لندن. وإضافة إلى الأعضاء الدائمين، دعت لندن ممثلين عن عدة دول أخرى ومنظمات دولية للمشاركة في هذه القمة من بينها إسبانيا ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والاتحاد الإفريقي والشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا.