محكمة أمريكية تقضي بالسجن الفوري لمحتال "وول ستريت"

محكمة أمريكية تقضي بالسجن الفوري لمحتال "وول ستريت"

أمرت محكمة أمريكية أمس بالسجن الفوري لرجل الأعمال الأمريكي برنارد مادوف واقتاده الحراس من قاعة المحكمة وقد وضعت في يديه الأصفاد بعد أن اعترف بذنبه في تهمة الاحتيال الضخمة الموجهة إليه. والمعلوم أن مادوف قاد أكبر عملية احتيال في تاريخ "وول ستريت". وأمر القاضي ديني تشين بسجن مادوف بانتظار صدور الحكم عليه في 16 حزيران (يونيو) المقبل بتهمة الاحتيال والسرقة وتبييض الأموال.
ومثل مادوف أمس إلى محكمة نيويورك حيث أعلن أمام البعض من ضحاياه الذين خسروا أحيانا كل ما يملكون، أنه مذنب في قضية احتيال ضخمة بعد إحالته رسميا إلى القضاء. ووصل مادوف إلى المحكمة في سيارة رمادية زجاجها داكن والتقطت له صور وهو ينزل منها. ويفترض أن تبدأ المحاكمة عند الساعة 10:30 (14:30 ت غ).
وفي مؤشر إلى أهمية هذه القضية التي هزت عالم المال حول العالم بدأت قنوات التلفزيون الأمريكية نشراتها الإخبارية بهذا النبأ وبثت صورا لسيارة مادوف في شوارع نيويورك.
وبعد ثلاثة أشهر على اعتقاله بتهمة الاحتيال في صفقة قدرت قيمتها بـ 50 مليار دولار أعلن مادوف أنه سيقر بذنبه الخميس في التهم الـ 11 الموجهة ضده. وقال المدعي مارك ليت الذي استبعد أي مفاوضات محتملة، أنه سيطالب بإنزال عقوبة السجن 150 سنة بمادوف. والإقرار بالذنب يجنب محاكمة أمام هيئة محلفين. وسيصدر القاضي عقوبة مادوف التي لا يتوقع أن تصدر قبل أشهر. وسمح القاضي بمثول شهود هم من ضحايا مادوف المفترضين اعتبارا من الخميس تحت حراسة مشددة.
وأوضح بينيت جولدوورث أحد الشهود عبر شبكة "سي إن إن" الخميس أن عملية الاحتيال قلبت حياته "رأسا على عقب". وقال "سبق أن تقاعدت من عالم الأعمال، وانتقلت للسكن في فلوريدا. بات علي البدء مجددا، والعودة إلى نيويورك للسكن مع والدي، في الـ 52 من عمري"، موضحا أنه استثمر نحو أربعة ملايين دولار لدى مادوف.
وفيما يفترض ألا يتجنب مادوف السجن، ما زالت المعركة في بدايتها من أجل تحديد الأفراد المتضررين فعلا وتقييم حجم خسائرهم. وسجلت المحكمة حتى الآن طلبات 25 ضحية للشهود في المحاكمة. واعتبرت النيابة أن 177 مليار دولار مرت عبر صندوق مادوف في أكثر من 20 عاما، على حساب كثير من المستثمرين. ورفض محاميه دانيال هوروفيتز تقدير 177 مليارا واعتبره "مضخما كثيرا".
وأفادت وثائق نشرت الثلاثاء أن المليارات التي استثمرتها مصارف، مشاهير، منظمات خيرية، أو جامعات استخدمت "لتلبية السحوبات الموضعية لمستثمرين آخرين" وكذلك "لاقتناء مادوف، أفراد عائلته أو شركائه، المشتريات".
وسيكون من الصعب جدا وضع جردة بالضحايا المحتملين كافة لمادوف وعلى الأخص لأنه استخدم المليارات التي استثمرها زبائنه لتسديد أرباح كبرى لغيرهم طوال سنوات، فيما كان ينهب البعض. وأدت الأزمة المالية العالمية إلى فضيحته بعد مطالبة عدد كبير من المستثمرين القلقين بأموالهم، ما كشف عملية الاحتيال الضخمة التي بدأت في الثمانينيات بحسب المحققين.

الأكثر قراءة