خبراء: تصاميم المساجد الحالية هدر كبير للأموال وبالإمكان التقليل من التكاليف الباهظة

خبراء: تصاميم المساجد الحالية هدر كبير للأموال وبالإمكان التقليل من التكاليف الباهظة
خبراء: تصاميم المساجد الحالية هدر كبير للأموال وبالإمكان التقليل من التكاليف الباهظة
خبراء: تصاميم المساجد الحالية هدر كبير للأموال وبالإمكان التقليل من التكاليف الباهظة

أكد عدد من المهندسين المختصين في عمارة المساجد أن الوقت قد حان للعمل على الاقتصاد في تكاليف بناء وإنشاء المساجد والاستفادة من أساليب البناء الحديثة، ونوه هؤلاء إلى ضرورة الالتفات إلى ما يحدث من إسراف وهدر في الأموال والمواد على حد سواء وأخذها في الحسبان عند تصميم المساجد وبنائها.
ويرى المهندس أيمن بن عمر آل عابد وهو مهندس استشاري خبير في عمارة المساجد, أن تقنيات البناء الحديثة وأساليبها اليوم وفرت عددا من الطرق والوسائل الجديدة التي من شأنها أن تقلل من تكاليف البناء الباهظة. وأضاف أن هذا ما يمكن تحقيقه بالنظر إلى المبادئ الإسلامية في العمارة التي لا بد أن تخدم الشكل والوظيفة الأساسية للمسجد، فالناظر ـ كما يقول آل عابد ـ إلى الأساليب المستخدمة في بناء المساجد الحالية يجد أن هناك إسرافاً وهدراً في المال والمواد على حد سواء، يتمثل في كمية الأسمنت والحديد ومواد البناء التي تزيد أسعارها عبر البعد الزمني وبشكل ملحوظ .
#2#
وفي رأيه يمكن تقليل كمية الحديد والخرسانة المستخدمة في الأسقف لأنها كما يقول لا تستخدم إلا كغطاء, فمعظم المساجد ذات دور أرضي وليست فيها أدوار علوية يصلي فيه المصلون، فهي كما يري تستخدم للحماية من الشمس والمطر والبرد، ويضيف أن هذا ما يمكن ملاحظته أيضاً في كميات الحديد والخرسانة المستخدمة في الأعمدة الحاملة للأسقف وكثرة عددها وكبر حجمها وأيضا الكميات المهدرة من المواد في المنارات، فتكاليف هذه الإنشاءات من الممكن أن تبني عددا آخر من المساجد.

خيار الهياكل الحديدية
في مقابل هذا المطالبة يدعو آل عابد إلى ضرورة الاستفادة من تقنيات البناء الجديدة كاستخدام الهياكل الحديدية التي تتمتع بعديد من المحاسن والمزايا ـ على حد قوله، فهي تعمل على تقليل التكاليف مع بناء مساحات واسعة تمكن المصلين من تكوين صفوف طويلة دون انقطاع (حيث يمتد طول الكمر الحديدي الحامل إلى 70 مترا دون الحاجة إلى أعمدة) .
كما يدعو إلى الاستغناء عن الأسقف الخراسانية والمنارات التي تستخدم كعلامة أرضية تدل على وجود المسجد, وفي الإمكان استخدام عمود حديد يتم تلبيسه بشكل جيد فيؤدي هذه الوظيفة دون الهدر في المواد والوقت والمال.
كما يدعو آل عابد أيضاً إلى ضرورة التخلص من العناصر المعمارية القديمة مثل المحراب والقباب والمنارات, فهي كما يقول, ليست لها أي فوائد هندسية في وقتنا الحالي, كما أنها ليست لها ارتباط شرعي يستدعي توفيرها في المساجد. ويضيف: إن هذه العناصر السابقة استخدمت في الماضي لوظائف فيزيائية معينة كنقل الصوت، حيث إن المبدأ العلمي في ذلك يكمن في أن نصف الدائرة الذي يعلو المحراب يعكس الموجات الصوتية الصادر من الإمام إلى نصف الدائرة التي في السقف "القبة", وبالتالي يحدث انتشار للصوت إلى جميع أرجاء المسجد. وفي ختام حديثة دعا الجميع إلى العمل على تقليل التكاليف والحد من الهدر والإسراف في العناصر المعمارية التي ليس لها وظائف فاعلة، وتشكل في المقابل أعباء مالية.
#3#
الاهتمام بالنواحي الاقتصادية أولا
في الإطار نفسه تحدث المهندس محمد عبد الله الشبانات من مكتب الشبانات للاستشارات الهندسية, داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالنواحي الاقتصادية في بناء المساجد من أجل المحافظة على ديمومتها واستمرارها وامتدادها التاريخي. وأضاف أن هناك عدداً من العوامل التي يمكن أن تسهم في تحقيق هذه الخطوة منها: التوزيع المتوازن للمساجد ضمن أحياء المدينة, والعودة إلى البيئة المحلية ومواد البناء الطبيعية المتوافرة عند إعداد الدراسات التصميمية, في إطار أحدث النظريات الهندسية العلمية والابتعاد عن المغالاة في التكاليف الاقتصادية وتوجيه هذه المباني لتأخذ دورها الكامل الثقافي والاجتماعي, إضافة إلى دورها الرئيس.
ونّوه الشبانات إلى إمكانية الاستفادة من التطور الكبير الذي حدث في المجالات العلمية خلال السنوات الأخيرة، وهو ما انعكس ـ كما قال ـ على تطور تقنيات وأساليب ومواد الإنشاء والتشطيب، وأضاف أن الفراغات المعمارية الكبيرة لم تعد تشكل عائقا أمام المصممين اليوم، والمساجد هي إحدى هذه الفراغات التي يزداد عليها الطلب بصورة مستمرة كنتيجة طبيعية لنمو عدد السكان بشكل متواتر، وهذا ما يقود إلى بروز العامل الاقتصادي كأحد أهم العوامل المؤثرة في هذا النوع من المباني، كما تبرز أهمية توجهات النواحي العلمية في الدعوة إلى العودة للبيئة الطبيعية المحيطة والظروف المناخية السائدة عند إعداد الدراسات التصميمية لهذه المباني.

مراعاة البيئة الطبيعية عند التصميم
وفي السياق السابق نفسه، يعدد الشبانات الوسائل والطرق التي يمكن أن تتخذ عند إعداد الدراسات التصميمية للمساجد, وذلك من خلال دراسة خصائص البيئة الطبيعية والظروف المناخية السائدة ومواد البناء المحلية. والبناء وفق مواد البناء المحلية المتاحة ولا سيما الحجر, وإعطاء طابع معماري مميز لهذه الأبنية واعتماد العزل الحراري الطبيعي للجدران من خلال دراسة تظليل المبنى بواسطة الأشجار، ودراسة ارتفاعات الأشجار بما يتناسب وارتفاعات المبنى مع الشكل الجمالي وإمكانية العزل في آن معا. كما يدعو إلى الاستفادة من الإنارة والتهوية الطبيعية بما يوفر استخدام الطاقة الكهربائية والأجهزة الميكانيكية من خلال دراسة الفتحات بشكل يتناسب مع وظيفة الفراغ مع البيئة المحيطة وحركة الشمس واتجاه الرياح السائدة. واعتماد الأنظمة الإنشائية البسيطة التي تلبي الوظيفة في مثل هذه الفراغات وتحقق في الوقت نفسه النواحي الجمالية والاقتصادية، مثل الأنظمة الإنشائية المعدنية التي تلبي المجازات الكبيرة التي تصل إلى 30 مترا . كما يطالب بدراسة المآذن البسيطة التي تنسجم في التكوين الفراغي ومواد البناء بما يحقق وظيفتها ورمزيتها. وكذلك الابتعاد عن المغالاة في الزخارف، إلا فيما يلبي احتياج الفراغ المعماري ودون أي تأثير في إقامة الشعائر. وأخيرا تطبيق مبادئ الهندسة القيمية عند إعداد الدراسات التصميمية لهذه المباني بما يضمن تحقيق تكاليف اقتصادية وتكاليف صيانة مدروسة ونموذجية.

الأكثر قراءة