معالجة أوروبية موحدة للأصول المصرفية المتعثرة.. دون "باد بنك"
أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروزو في ختام قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، أن دول الاتحاد توصلت إلى اتفاق إطار لمعالجة الأصول المصرفية المتعثرة التي تعتبر مسؤولة عن الشلل الراهن في قطاع القروض. وقال ساركوزي في مؤتمر صحافي في ختام القمة إن "الاجتماع أتاح التوصل إلى اتفاق حول معالجة الأصول المتعثرة"، التي تقوض النتائج المالية للمؤسسات المصرفية.
من جهته أكد رئيس المفوضية الأوروبية التوصل إلى "اتفاق شامل" على "إطار مشترك"، مشيرا إلى أن قرارا نهائيا بهذا الشأن سيتخذ خلال قمة الاتحاد يومي 19 و20 آذار (مارس). وأضاف أن هذا الاتفاق يتمحور حول "طريقة معالجة الأصول المتعثرة".
من ناحيته أوضح ساركوزي أن الاتفاق يترك لكل دولة "قدرا كبيرا من المرونة في تحديد الأصول المؤهلة" للمعالجة، مشيرا إلى أنه سيتم وضع "إطار أوروبي لضمان حسن سير السوق الداخلية". واستبعد الرئيس الفرنسي تأسيس "باد بنك" (البنك الرديء)، وهي هيئة تستحوذ على الأصول المصرفية المتعثرة. ومعلوم أن ساركوزي معارض شرس لتشكيل مثل هذه الهيئة بسبب تجربته مع مصرف كريديه ليونيه.
ويحاول قادة الاتحاد الأوروبي اتخاذ موقف موحد في مواجهة الأزمة العالمية، والعمل على تجاوز خلافاتهم حول الحمائية وبين دول شرقي أوروبا وغربها، الأمر الذي يمس مصداقيتهم منذ مطلع السنة.
وهناك خلاف في أوروبا طفا خلال الأسابيع الأخيرة وهو مشكلة الحمائية وتحديدا في قطاع صناعة السيارات، الذي يتعرض لتداعيات شديدة بسبب الأزمة ودار الجدل بالخصوص بين فرنسا والرئاسة التشيكية.
وبدا الجدل عندما اشترط ساركوزي منح قروض فرنسية بنسبة فوائد منخفضة لصانعي السيارات مقابل التزامهم بإبقاء مصانعهم في فرنسا وعدم نقلها إلى "تشيكيا أو غيرها". واعتبرت تشيكيا هذا الطلب سياسة حمائية غير مقبولة إلا أن بروكسل وباريس توصلتا عشية القمة إلى اتفاق يهدف إلى احتواء الجدل.