ثلاثية الحب والماء والتراب
ما بالكم هكذا تنكرون أبناءكم، وتستبيحون دماءهم، لمجرد أن الدوائر دارت بهم ساعة هيجان الأرض، وفورة براكينها وأهلها! أنا لست جنيا ولا متسولا ولا محتالا ولا قاطع طريق، بل تشهد انتمائي إلى هذه الأرض هذه الشجرة، وهي منذ القدم تنحني على تراب معيريض، لتهمس في التراب محذرة من النسيان، وهي الخيمة المرفوعة منذ الأزل على ظهر الأرض لتحكي لكم قصة العشق التي جمعتني مع عفراء، الإنسانة الفاضلة ذات الوجه الطفولي من أيام الزمن الجميل. ظلمت في صغري، واضطهدت في ريعان شبابي، وهأنذا اليوم أعود لأجد نفسي أمام فوهات الأفواه النارية تجلدني بأسوأ النعوت، كوني قد عدت من برثان طوفان بعثر الأوراق الثبوتية، وعاث بسني، حتى أصبحت أنا لست أنا.