الأنظمة الذكية في المساجد توفر استهلاك الكهرباء بنسبة 50 % والمياه 30 %

حققت الثورة الرقمية المعاصرة التي نشهدها اليوم عددا من الإنجازات التي نراها في كل تفاصيل حياتنا اليومية, وفي مقدمة هذه الإنجازات التطور في التقنيات الإنشائية والأنظمة الذكية، والتي هي في رأي الدكتور نوبي محمد حسن أستاذ العمارة في كلية العمارة والتخطيط في جامعة الملك سعود في الرياض, ذات أثر كبير في تشكيل فكر واتجاهات المهندسين والمصممين اليوم، وهو ما يمكن أن ينسحب على أنماط تصاميم قاعات الصلاة.
#2#
في هذا الجزء الثاني نواصل الحديث مع الدكتور نوبي عن قاعات الصلاة ونحاول في هذه المرة الإجابة عن كيفية الاستفادة من الأنظمة الذكية في التحكم في عمل الأجهزة والمنظومات الهندسية الموجودة داخل قاعات الصلاة.
وفي هذا الإطار يؤكد الدكتور نوبي أن الأنظمة الذكية تعد من أهم منجزات الثورة الرقمية المعاصرة، حيث إنها تتحكم في عمل الأجهزة والمنظومات الهندسية الموجودة في المباني، فمن خلال أجهزة الكمبيوتر وشاشات التحكم الرقمية يتم التحكم في عمل منظومة شبكة الكهرباء والتكييف ونظام المياه والصرف وغير ذلك، حيث يتم برمجة عمل الشبكة والتحكم فيها سواء عن طريق اللمس أو عن بعد بواسطة الهاتف المحمول أو شبكة الإنترنت.
#3#
ويمضي نوبي قائلاً: "إنه يمكن الاستفادة من هذه الفكرة في تصميم قاعة الصلاة في المسجد، خاصة أن من أكثر الأمور التي تعانيها المساجد الاستهلاك الكبير في الطاقة الكهربائية في التكييف والإضاءة وغيرها وهذا ما يزداد مع الإهمال المتكرر الذي يحدث مع ترك الأجهزة تعمل سواء بقصد أو دون قصد، ويضيف وهنا يأتي دور الأنظمة الذكية التي تتحكم في إنارة وتكييف المسجد في الأوقات المختلفة من اليوم وذلك طبقاً لدرجة حرارة الجو الخارجي، وحالة قاعة الصلاة وامتلاء المسجد من عدمه وهو ما يتطلب استمرار عمل نظام التكييف والإنارة في المسجد بكامل طاقتهما وخاصة في وقت صلاة الجمعة وأوقات الصلوات الخمس وعن الكيفية التي يعمل بها هذا النظام يقول الدكتور نوبي إنه ومن خلال تركيب خلايا حساسة داخل قاعة الصلاة تعمل هذه الخلايا على السماح للتكييف أو الإنارة بالعمل في المنطقة التي توجد فيها الخلية ووفقاًَ لوجود مصلين من عدمه. كذلك يمكن برمجة نظام الإنارة والتكييف على العمل قبل الصلاة بوقت محدد والتوقف أيضاً بعد الانتهاء من أداء الصلاة في وقت محدد من دون التأثير في درجة حرارة قاعة الصلاة المطلوبة، ويمضي قائلاً "إن الأخذ بتلك الأنظمة جميعها من شأنه أن يوفر في استهلاك الكهرباء بنسبة قد تصل إلى 50 في المائة، وهو ما يمكن استخدام الصنابير الذكية التي تعطي تدفقاً للمياه بقدر الحاجة، وذلك في الوضوء وهذا من شأنه أن يقلل نسبة المفقود من المياه بنسبة قد تصل إلى 30 في المائة".