مذكرات طبيب شاب

ميخائيل بولفاكوف ذلك الروائي الروسي، الذي زاول مهنة الطب، يحكي في كتابه هذا الذي يجمع بين أدب السيرة بحدود، وبين الرواية بطريقة سرد المذكرات، ما ألم به من تيه كطبيب جديد بلا خبرة "مقتبس عن مغامراته الشخصية مع لمسة خيالية"، عندما عيّن في مستشفى في مكان ريفي يُعزل عن العالم في موسم الثلوج، عندما يصعب على الشخص أن يتحرك في أي اتجاه دون أن يتيه وسط العواصف. مذكرات الكاتب، التي حكى فيها قصصا مما واجه في المستشفى الصغير الذي اشتغل فيه، وهو حديث التعيين، مع مساعد واحد وقابلتين، مستلهمة من الطرائف والمغامرات التي مر بها المؤلف، من التوليد، إلى العمليات الجراحية، إلى إنقاذ أشخاص من موت محقق، مظهرا الجوانب الإنسانية لمهنة الطب أكثر من الجوانب العلمية، التي لم يتحدث عنها إلا لتوضيح حالات بعض المرضى ليس إلا. المذكرات رغم ذلك، تعطي شعورا بأنها قصيرة، ذلك لأنه وضع لمقدار التفاصيل التي يعطيك حدودا أيضا. القصص فيه تظهر أكثر الجانب الإنساني لمهنة الطب، والتيه والارتباك اللذين يرافقان طبيبا جديدا، خاصة أنه بلا رفيق ذي خبرة.