ديمي مور تقتحم عالم كورونا بفيلم سونج بيرد

ديمي مور تقتحم عالم كورونا بفيلم سونج بيرد
بوستر الفيلم.
ديمي مور تقتحم عالم كورونا بفيلم سونج بيرد
مشهد من الفيلم.

لطالما شكلت الأزمات العالمية مصدر إلهام للفنانين، بداية من فن الرسم والتصوير وصولا إلى الإنتاج السينمائي، فكما كانت الإنفلونزا الإسبانية مصدر إلهام للرسام إدفارد مونك ولوحته "صورة ذاتية" بعد عام 1919، شكل الانتشار العالمي لفيروس كورونا والأضرار التي تسبب فيها على جميع المجالات، مصدر إلهام لكثير من الفنانين، ومنهم مايكل باي مخرج سلسلة "ترانسفورمرز"، الذي بدأ بإنتاج فيلم جديد عن وباء كورونا العالمي، من بطولة النجمة الأمريكية ديمي مور، فهل بإمكان الجماهير توقع رؤية موجة جديدة من الأعمال الفنية المبهرة المستوحاة من الجائحة، عند زياراتهم المقبلة لصالات عرض السينما؟.
على خطى الفنان أولافور إلياسون ولوحته "الساعة الجليدية" في عام 2015، التي تسلط الضوء على التغير المناخي، يأتي فيلم Songbird سونج بيرد، ليؤرخ حقبة كوفيد - 19، رغم أنه لا يتوغل في أعماق تفاصيلها مثل أفلام أخرى مشابهة.
الحب وكورونا
تدور أحداث فيلم سونج بيرد في المستقبل، بعد عامين من الآن، تستمر خلالهما أمريكا في حالة عزلة اجتماعية بسبب فيروس كورونا المستجد، حيث تنشأ قصة حب بين عامل توصيل يتمتع بمناعة قوية نادرة يدعى نيكو، يلعب دوره الممثل كيه جيه أبا، وفنانة شابة تدعى سارة، تلعب دورها الممثلة صوفيا كارسون، إلا أن الوباء يحول دون اكتمال قصة حبهما، يجد نيكو نفسه في مواجهة نفوذ عائلة ضخمة ذات سمعة إجرامية، تقودها ربة الأسرة ديمي مور، وعليه أن يقضي على كل الصعاب التي تحول بينه وبين حبيبته.
وقد بدأ تصوير الفيلم في يوليو الماضي في مدينة لوس أنجلوس، على أن يتم استخدام مشاهد حية للفترة التي قضاها الشعب الأمريكي في حالة تباعد اجتماعي وعزل منزلي.
ومن المتوقع أن يكون أداء الممثلين متميزا، حيث إن الممثل النيوزلندي كيه جيه أبا الذي ولد في 17 يونيو 1997 في أوكلاند نيوزلندا، اشتهر بدوره الأساس في مسلسل ريفرديل باسم أرشي أندروز، وهو الذي أوصله إلى أضواء الشهرة، ولقد ظهر أخيرا في فيلم I Still Believe، أما الممثلة صوفيا كارسون فأدت أخيرا دور البطولة في فيلم Feel the Beat الذي يعرض على شبكة نتفليكس، وفيما يخص الممثلة ديمي مور فهي ممثلة أمريكية مشهورة، لمع نجمها في الثمانينيات من القرن الماضي، شاركت في عديد من الأفلام من أشهرها الفيلم الرومانسي الدرامي Ghost الذي يعرض حاليا على شبكة نتفليكس.
تصوير مع إجراءات احترازية
كان أدة مايسون مخرج الفيلم البريطاني أشاد بالتناغم الذي حصل بين الممثلين وطاقم العمل فور البدء في التصوير، وأضاف في حديث إلى موقع "سكرين دايلي" أنه "تم اتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية للحفاظ على سلامة الجميع"، وعبر عن سعادته بالانسجام التام بين فريق العمل، وأشار إلى أنه كتب النص بالتعاون مع الكاتب سيمون بويز خلال الأيام الأولى من الإغلاق.
وأضاف مايسون، الذي يتخذ من لوس أنجلوس مقرا له، الذي اشتهر سابقا في إخراج عديد من الأفلام المشهورة مثل Into The Dark، Blood River وThe Devil’s Chair، أن "فكرة الفيلم جاءت بومضة عين، بعد الإغلاق الذي حصل في أرجاء العالم كافة، حيث اتصل به الكاتب سيمون بويز في اليوم الثاني للإغلاق، وأبلغه بضرورة القيام بفيلم يتحدث عن هذه المرحلة".
وعن السيناريو يقول مايسون "لقد تم بناء السيناريو بطريقة إبداعية من الألف إلى الياء، حيث تم طرح عديد من المواضيع التي تواكب هذه المرحلة مثل العزلة والانفصال والشعور بالوحدة، إضافة إلى ذلك كنا نستخدم الجوالات وأجهزة التواصل من خلال حواجز الإغلاق، وهذا ما أعطى قيمة أكبر للسيناريو".
وأكد مايسون أن العمل مستمر وسيبصر النور في عام 2021 وسيتم إيلاء صحة وسلامة الجميع أهمية كبيرة خاصة أثناء التصوير، وسيتم تطبيق معايير التباعد الاجتماعي، وارتداء معدات الوقاية الشخصية الكاملة، كما تم اختيار أماكن مفتوحة للتصوير.
عندما يدلو العرب بدلوهم
يعد فيلم Songbird مقدمة لعدة مشاريع مستقبلية تتحدث عن جائحة كورونا، أبرزها Freeform's Love in the Time of Corona، من بطولة ليزلي أودوم جونيور ونيكوليت روبنسون، وهو مسلسل من أربعة أجزاء تستخدم فيه تقنيات عن بعد ويتم تصويره في منازل الممثلين، كما يتم التحضير لفيلمين إنتاجهما صيني أمريكي مشترك، الأول للمنتجة دونا جيجليوتي يتحدث عن مدينة وهان مركز تفشي فيروس كورونا، والثاني للمخرج تشارلز راندولف الذي كتب كتاب Bombshell، وسيغطي أيضا جهود المجتمع الطبي في محاربة وباء كورونا في ووهان الصينية.
أما مبدعونا العرب فرغم ظروف الحجر وارتفاع أعداد مصابي كورونا في المنطقة، لم يقفوا متفرجين أمام هول هذه الجائحة، بل كان للسينمائيين العرب محاولات في تقديم فن يؤرخ مرحلة كوفييد - 19، محاولين نقل واقع المعاش اليومي للناس داخل الحجر المنزلي إلى رحاب الشاشة الكبيرة، فقام الكاتب اللبناني ألكسندر نجار بنقل تلك اليوميات في مونولوجات على لسان ممثلين، واختصرتها المخرجة فرح شيا في نصف ساعة خلال الفيلم اللبناني "زمن كورونا"، بمشاركة الممثلين بديع أبو شقرا وندى أبو فرحات، وأنتجته المنتجة جوزيان بولس، ويعد هذا الفيلم شاهدا على هذه المرحلة التي عايشها اللبنانيون خلال الحجر المنزلي وما رافقها من تغييرات وتحديات وصعوبات، وسيشارك في مهرجانات ويعرض على قنوات محلية وأجنبية، وهو فيلم تجريبي، لأن تحضيره وتصويره كان أثناء الحجر والتعبئة العامة، صور بواسطة كاميرا الهاتف الجوال وتقنيته وإضاءته، وعدل الصوت لاحقا في المكساج.
وفي السياق نفسه بدأ التحضير لأول فيلم سينمائي مصري يتناول انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد حول العالم، يحمل عنوان "نص أزمة". الفيلم من تأليف شريف الحطاب، الذي انتهى من كتابته بعد سلسلة طويلة من التحضيرات، وسيكون بطولة جماعية، ومرشح لبطولته كل من الممثلين كريم فهمي وأحمد داود.
وستبدأ أحداث الفيلم في دولة الصين وتنتهي في مصر، وسيرصد جهود الدولة المصرية في مساعدة الدول منذ بداية الأزمة حتى نهايتها، كما يبرز المخاطر التي تعرض لها العالم خلال تلك الفترة الحرجة.
وكان عمرو عصمت الكاتب والسيناريست المصري أعلن في شهر يونيو أنه انتهى من التفاصيل الأخيرة للبدء في تصوير فيلمه الجديد "نص أزمة" الذي يعد أول فيلم سينمائي عربي يتحدث عن جائحة كورونا.
بين السينمائيين والمراسلين الصحافيين
بات من الجلي أن هناك ميلا كبيرا نحو تفسير كل شيء بمنظور جائحة فيروس كورونا المستجد، بينما لم يكن العاملون في الفن السابع أو الدراما يفكرون في جعل إنتاجاتهم تتمحور حول الوباء، إلا أنه انطلاقا من كون السينما مرآة تعكس حياة المجتمعات وما يدور فيها، أخذ المنتجون يتورطون أكثر فأكثر في الجائحة وتفاصيلها، جاعلين من كاميرتهم عينا أرشيفية ترصد الشوارع والبيوت والممرضين والأطباء بصور واقعية، وبالتالي باتوا يتزاحمون ويتنافسون على إنتاج فن يتناول مثل هذه الموضوعات بطريقة مباشرة. وهنا لا بد من التوقف مليا أمام الشعرة التي تفصل بين السينمائيين والمراسلين الصحافيين، فعلي المنتجين توخي الحذر كي لا يتحملوا مسؤولية تولي دور الإعلاميين، وتصبح أفلامهم مجرد نشرات إخبارية، وإلا خسروا جمهورهم الذي أتعبته وأثقلت كاهله صور الضحايا والمرض، وباتوا يهربون من مشاهدة مشاهد هكذا. فالحذر من وقوع السينمائيين في هذا المطب، وليضعوا أمام أعينهم أن الناس يبحثون عن المرح والتسلية، وليس عن كآبة وقلق، بعد فترة طويلة من الحجر المنزلي.

الأكثر قراءة