البدري: "أوبك" ستخفض الإمدادات مرة أخرى إذا اقتضى الأمر

البدري: "أوبك" ستخفض الإمدادات مرة أخرى إذا اقتضى الأمر

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي دولارين أمس، بعد أن أظهرت بيانات أن الاقتصاد الأمريكي سجل انكماشا أقل مما تنبأ به المحللون في الربع الرابع من العام الماضي الأمر الذي عزز الأسهم في "وول ستريت" والنفط.
كان الخام قد لقي بالفعل دعما من صعود أسعار العقود الآجلة للبنزين المحسن وزيت التدفئة مع قرب حلول أجل استحقاق عقود منتجات التكرير لشهر شباط (فبراير) ومن إضراب محتمل للعمال في بعض المصافي الأمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأثناء التعاملات قفز سعر عقود الخام الأمريكي الخفيف لشهر آذار (مارس) 1.78 دولار أو 4.3 في المائة إلى 43.22 دولار للبرميل بعد أن تراوح في نطاق من 41.02 دولار إلى 43.44 دولار. وارتفع سعر مزيج برنت خام القياس الأوروبي زهاء دولارين في التعاملات الآجلة وأثناء التعاملات ارتفع سعر برنت لعقود التسليم في آذار (مارس) بنسبة 4.5 في المائة إلى 47.4 دولار للبرميل.
إلى ذلك، قال عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة "أوبك" لـ "رويترز" على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي أمس، إن المنظمة ستخفض الإنتاج مرة أخرى في اجتماعها المقبل في آذار (مارس) المقبل إذا اقتضت الضرورة لتحقيق التوازن في الأسواق.
وهذه التصريحات مؤشر قوي على أن منظمة البلدان المصدرة للنفط التي تضخ نحو ثلث الإمدادات العالمية مستعدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات لوقف انخفاض أسعار النفط التي تراجعت بنحو 100 دولار للبرميل منذ تموز (يوليو). وقال البدري "إذا كانت السوق غير متوازنة نعم سنتخذ إجراءات لموازنة السوق. سنفعل كل ما بوسعنا لموازنة السوق.
وتعقد "أوبك" اجتماعها التالي بشأن تحديد سياسة الإمدادات في 15 آذار (مارس) في فيينا. واتفقت المنظمة على خفض الإنتاج بواقع 4.2 مليون برميل يوميا - تعادل نحو 5 في المائة من الطلب العالمي اليومي - منذ أيلول (سبتمبر) لرفع الأسعار.
وقال البدري إنه لا يمكنه "تحديد أرقام" بشأن أي خفض آخر في الإمدادات وأن ذلك سيحدد لاحقا مع القرار النهائي الخاص بخفض الإنتاج من عدمه.
وأضاف "سنقرر بعد 15 و16 شباط (فبراير) عندما نحصل على كل المعلومات". وقال البدري إن من المنطقي توقع خفض جديد في الإمدادات من جانب دول "أوبك" التي بحاجة للإنفاق على الإسكان والصحة والبنية التحتية فضلا عن الاستثمار في إنتاج النفط والغاز.
وقال "إنه أمر واقعي.. لأنه لا يمكننا في الحقيقة بيع النفط بهذا السعر.
يجب أن نوازن السوق"، مضيفا أن المنظمة ستحث المنتجين من غير الأعضاء فيها مثل روسيا على خفض الإمدادات إذا لم تفلح التخفيضات التي أجرتها "أوبك" في تحقيق توازن الأسواق.
وقال البدري "إذا لم تحقق هذه الكمية البالغة (4.2 مليون برميل يوميا) التوازن للسوق فأنا أحثهم على الانضمام إلينا". وأشار إلى المكسيك والنرويج.
وتواجه "أوبك" أكبر تباطؤ في الطلب على النفط منذ نحو 30 عاما. وانخفض الاستهلاك العالمي في 2008 ويتوقع انخفاضه في 2009 ليكون أول انخفاض لعامين متتاليين منذ أوائل الثمانينيات.
ويعتقد بعض المحللين أن استهلاك النفط ربما لا يعاود النمو في الولايات المتحدة أكبر مستهلك في العالم حاليا وبعض الدول الصناعية الأخرى مع تبني سياسات ترشيد الاستهلاك واستخدام أنواع أخرى بديلة من الوقود.
ورد البدري بحذر على سؤال بشأن ما إذا كانت الحملة المدافعة عن البيئة التي يتبناها الرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما ستؤثر سلبيا في الطلب على النفط. وقال "نحن في الحقيقة نشجع أي مصدر آخر للطاقة.. لكن ليس لدرجة أن يزيدوا الضرائب (على النفط) وينفقوا الأموال على الطاقة المتجددة. "سيظل الوقود الأحفوري مصدر الطاقة الرئيسي في المستقبل المنظور".

الأكثر قراءة