الصين تدعو إلى نظام اقتصادي عالمي جديد
دعا رئيس الوزراء الصيني وين جياباو إلى "نظام اقتصادي عالمي جديد" يمر خصوصا عبر إصلاح كبرى المؤسسات المالية الدولية، داعيا الدول الكبرى إلى "تحمل مسؤولياتها" في مساعدة الدول الفقيرة. وقال رئيس الوزراء الصيني في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (سويسرا): "يجب علينا، ليس فقط أن نتغلب على المصاعب الحالية، وإنما أيضا العمل من أجل إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد يكون عادلا ومتوازنا وصلبا ومستقرا".
وطالب وين بإصلاح كبريات المؤسسات المالية العالمية، معتبرا أن "الدول النامية يجب أن يكون لديها وزن أكبر في المؤسسات المالية الدولية".
وأضاف "علينا أن نطور النظام النقدي العالمي باتجاه قدر أكبر من التنوع"، في إشارة إلى هيمنة الدولار حاليا على التعاملات العالمية.
من جهة أخرى، طالب رئيس الوزراء الصيني الدول الغنية بـ "تحمل مسؤولياتها" و"التقليل" من أثر الأزمة المالية على الدول النامية.
وأكد وين أن التعاون الدولي هو الرد الأمثل على الأزمة المالية، الأكثر فداحة منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي.
ودعا رئيس الوزراء الصيني، الذي تشكل الصادرات المدماك الأول في اقتصاد بلاده، الولايات المتحدة خصوصا إلى "التعاون"، مشيرا إلى أن "المواجهة" بين البلدين ستكون ضارة. وسبق لبكين أن استخدمت هذه العبارة في ردها على الانتقادات الأخيرة التي وجهتها واشنطن إلى بكين باتهامها إياها بـ "التلاعب" بقيمة عملتها اليوان عبر خفضها بشكل كبير.
واقر رئيس الوزراء الصيني بأن وقع الأزمة المالية العالمية "كبير" على الاقتصاد الصيني ولا سيما على سوق العمل والصادرات.
وأوضح أن بلاده حددت لنفسها هدفا يقضي بتحقيق معدل نمو يبلغ 8 في المائة عام 2009 للمحافظة على "الاستقرار الاجتماعي" في البلاد، مقرا في الوقت عينه بأن هذا الهدف "طموح". وبالعودة إلى أسباب اندلاع الأزمة المالية وجه رئيس الوزراء الصيني انتقادات شبه صريحة إلى الولايات المتحدة عبر تنديده بـ "نموذج تنمية واهن يتميز بادخار ضعيف على مدى طويل واستهلاك قوي". كما وجه رئيس الوزراء الصيني أصابع الاتهام إلى "التوسع المفرط للمؤسسات المالية في سعي أعمى وراء الربح، وانعدام انضباط المؤسسات المالية ووكالات التصنيف، وفشل الرقابة والتشريعات المالية".