كنت أقلد جميع القراء الذين أستمع إليهم وأقرأ بتلاوتهم في الصغر
القارئ الشيخ إبراهيم العسيري المحقق في هيئة التحقيق والإدعاء يملك صوت عذبا في القراءة ، وهو من القراء الذين يحبهم الشباب، يتحدث هنا عن الإمامة وأهمية المسجد ودوره في المجتمع، وفيما يلي نص الحوار:
* بداية حدثونا عن بدايتكم مع الإمامة؟ وما المساجد التي توليتم إمامتها؟
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسالم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أفضل صلاة وأتم تسليم وبعد:
بداية أشكركم على استضافتكم أما عن سؤالك فقد ابتدأت الإمامة في شهر رمضان المبارك حينما كنت أدرس في المرحلة الثانوية بالتحديد في ثاني ثانوي، وتوليت إمامة عدة مساجد خلال فترة الإمامة وهي: مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب –رحمه الله- ثم مسجد محمد الفاتح، ثم انتقلت إلى جامع الزهرة في حي السويدي، ثم إماماً لجامع الحسين بن علي رضي الله عنهما الواقع على الدائري الغربي، إلى نهاية شهر 3 من عام 1424هـ.
* كيف تصف بداية إمامتكم؟
بداية إمامتي لم تكن بالأمر المعد والمرتب له مسبقاً، حيث صادف أن احتاج مسجد الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى إمام في شهر رمضان في المرحلة التي أشرت إليها، وبعد إلحاح من أحد الزملاء قمت بإمامة المصلين فيه، وكانت تلكم البداية لي في إمامة المصلين ونسأل الله القبول والصدق في القول والعمل.
* من هم القراء الذين تأثرت بهم؟ وهل تشعر أن هناك من لجأت لتقليده في بدايتك؟
القراء الذين تأثرت بأدائهم كثر، إنما أبرزهم:
الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والشيخ محمد المنشاوي، والشيخ علي جابر إمام الحرم المكي سابقاً - رحمة الله على الجميع -، أما التقليد فقد كنت أقلد الجميع وأقرأ بتلاوتهم في الصغر؛ لكن بعد فترة من تولي الإمامة تولد لي من خلال تلك السنين حصيلة في الأداء مكنتني من الاستقلال بأدائي الخاص، ولا يعني هذا أني لا أرى التقليد في الإمامة.
* هل أنت مع تنقل الشباب بحثًا عن الصوت الحسن؟
النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث الصحيح: "احرص على ما ينفعك"، ومن أشد ما يحرص عليه العبد أمر خشوعه في صلاته؛ لأنها إن استقامت له استقامت له سائر أمور حياته، وبالتالي فالتنقل للبحث عن الصوت الحسن لا أرى فيه محظورًا شرعيًا، بل إن الشريعة تعضد هذا كما أسلفت.
* كيف تنظر إلى الذين يُصرُّون على الأخطاء التي يقعون فيها؟
انظر لهذه الفئة من شقين:
الشق الأول: أنهم أخطأوا في حق أنفسهم، وقبل ذلك حق ربهم، كما أنهم أخطأوا في حق أمتهم.
الشق الآخر: أن ما اقترفوه لا يعدو كونه ذنبا من الذنوب وباب التوبة - من فضل ربنا - لا يوصد مهما بلغت ذنوب العبد، والحق يقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ( (الزمر:53).
فلا يحل بينهم وبين التوبة استشعار عظمة الذنب، بل ليكن ذلك واقعًا لهم؛ لأن من عصى أعظم.
* كثر التقصير في حق الأبوين.. فكيف يمكن التعامل مع هذه الظاهرة والقضاء عليها؟
لا أتفق معك في لفظ (كثرت) ولو عبرت بكلمة (ظهرت) لكان أولى وأوْجَه في نظري،أما التعامل مع هذه الظاهرة والقضاء عليها فلا بد أن يكون مبنيًا على معرفة أسباب ذلك الأمر من فئات وأطراف المجتمع كافة كلٌ بحسبه، فرب الأسرة في أسرته والإمام في مسجده والمعلم في مدرسته والمسؤول في إدارته، بعد الاستعانة بالله نستطيع القضاء على ذلك الأمر.