وكالة الطاقة: الطلب على النفط في 2009 ينكمش 500 ألف برميل
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن ينكمش الطلب العالمي على النفط بشدة في العام الجاري تحت وطأة تداعيات التباطؤ الاقتصادي العالمي على الاستهلاك.
وانضمت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها إلى صفوف المتنبئين بانخفاض الطلب العالمي على النفط هذا العام لتعدل تقديرها السابق للطلب العالمي بنحو 940 ألف برميل يوميا إلى 85.3 مليون برميل في اليوم أي بانخفاض قدره 500 ألف برميل في اليوم.
وقالت الوكالة التي تقدم المشورة للدول الصناعية في مجال الطاقة في تقريرها الشهري "تم تعديل الطلب العالمي المتوقع على النفط بخفض حاد لعام 2009 في أعقاب إعادة تقييم التوقعات الاقتصادية العالمية".
وقال التقرير "نمو الناتج المحلي العالمي انخفض إلى النصف تقريبا ليصل إلى 1.2 في المائة في ضوء التوقعات المتدهورة في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وفي غيرها على حد سواء. وستكون فترة انكماش الطلب على النفط المتوقعة لعامين المرة الأولى التي يحدث فيها ذلك منذ أوائل الثمانينيات". وقال ديفيد فايف رئيس شعبة صناعة النفط وأسواقه في وكالة الطاقة لـ "رويترز" إن التعديل الذي أجرته الوكالة لتوقعاتها لعام 2009 هو أكبر تعديل في شهر واحد منذ فترة طويلة.
وتوقعت الوكالة في التقرير السابق انخفاض الطلب على النفط في 2008 وانتعاشه في 2009 حسب مرونة اقتصادات الأسواق الناشئة.
لكن الوكالة تتوقع الآن أن ينمو الطلب على النفط في الصين بنحو 90 ألف برميل يوميا فقط في العام الجاري مع توقع تباطؤ نمو اقتصادها إلى 6.5 في المائة وهو أبطأ معدل نمو منذ ثماني سنوات.
وكان الطلب الصيني على النفط سببا رئيسا من أسباب ارتفاع أسعار النفط من نحو 20 دولارا للبرميل في بداية عام 2002 إلى ذروة تجاوزت 147 دولارا في تموز (يوليو) الماضي.
وفيما يعكس سرعة التباطؤ العالمي اتخذت الوكالة خطوة التحوط لأي تعديلات أخرى في توقعات النمو الاقتصادي العالمي من جانب صندوق النقد الدولي والوكالات الأخرى التي تبني عليها افتراضاتها.
وقالت الوكالة إنها قد تعدل تقديراتها بالخفض مرة أخرى إذا تدهورت التوقعات الاقتصادية.
وقال ديفيد فايف "أصبح واضحا بالفعل منذ تقريرنا السابق أن المؤسسات الكبرى تشير إلى خفض توقعات النمو الاقتصادي لعام 2009".
ومع انخفاض الطلب بفعل الركود الاقتصادي ظلت مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مستويات مرتفعة.
فقد قالت الوكالة إن المخزونات في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) كانت تعادل استهلاك 56.4 يوم مقارنة بـ 56.8 يوم في نهاية تشرين الأول (أكتوبر).
وقالت الوكالة إن تخفيضات الإنتاج من جانب منظمة "أوبك" والتي تبلغ 4.2 مليون برميل يوميا منذ أيلول (سبتمبر) قد تخفض المخزونات لأن مستويات الإنتاج المستهدفة حاليا لدى المنظمة أقل من الطلب المتوقع على نفطها الخام.
وترى الوكالة أن الطلب على نفط "أوبك" يراوح بين 29.5 و30 مليون برميل يوميا خلال 2009.
وقال التقرير إنه إذا نجحت المجموعة في تنفيذ التخفيضات التي اتفقت عليها فان إنتاج دولها الأعضاء بما فيها إندونيسيا المنسحبة سيبلغ 28.2 مليون برميل يوميا. لكن الوكالة قالت إن كمية النفط المخزونة في صهاريج عائمة وتقدر بما يراوح بين 50 و80 مليون برميل يوميا انتظارا لارتفاع الأسعار قد تعوق قدرة "أوبك" على خفض الزيادة في المخزونات النفطية.
وتتوقع الوكالة الآن أن يبلغ إجمالي إنتاج الدول غير الأعضاء في "أوبك" 50 مليون دولار بانخفاض 30 ألف برميل يوميا عن تقديرها السابق.
وقالت الوكالة إن إنتاج هذه الدول انخفض 150 ألف برميل يوميا عام 2008 إلى نحو 49.5 مليون برميل في اليوم مسجلا أول انخفاض منذ عام 2005.
من جهة أخرى، انتعشت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي مرتفعة أكثر من دولار أمس، إذ طغى تراجع الدولار وصعود الأسهم على خفض وكالة الطاقة الدولية تنبؤاتها للطلب على النفط. وفي بورصة نيويورك التجارية (نايمكس) ارتفع سعر عقود الخام الأمريكي لشهر شباط (فبراير) 1.15 دولار أو 3.25 في المائة إلى 36.55 دولار للبرميل بعد أن جرى تداوله في نطاق من 34.77 دولار إلى 36.70 دولار.
وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت سبعة سنتات إلى 47.75 دولار للبرميل محافظا على علاوة سعرية غير معتادة فوق خام القياس الأمريكي مدعوما بتوقف إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا أخيرا.
وفي فيينا أعلنت الأمانة العامة لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، أن متوسط سعر البرميل الخام من إنتاج الدول الأعضاء سجل أمس الأول 40.85 دولار بانخفاض مقداره 46 سنتا عن السعر الأربعاء الماضي.