خطورة الأزمة المالية العالمية تكمن في عدم تحديد حجمها ومداها
أكد عبد العزيز بن علي التركي رئيس مجلس إدارة مجموعة روابي القابضة، عضو مجلس إدارة غرفة الشرقية سابقا، أن الأزمة المالية التي تواجه العالم اليوم تكمن خطورتها في عدم تحديد حجمها، وهل وصلت إلى القاع أم أن هناك أشياء أخرى ستظهر في المستقبل.
وقال التركي خلال استضافته في اللقاء الثاني ضمن سلسلة لقاءات برنامج (تجربتي) لمجلس شباب الأعمال في غرفة الشرقية، "إن الأزمة الاقتصادية الحالية ليست أول أزمة تطول الاقتصاد العالمي، ولكنها أضخم أزمة، فلا أحد يعرف مداها، ولأول مرة في التاريخ الرأسمالي نجد أن الدولة الرأسمالية الأم (أمريكا) تعمل عكس مبادئها الرأسمالية، فقامت بشراء البنوك والشركات، في حين كان الرئيس الأمريكي في وقت سابق ينتقد الصين لأنها كانت تقوم بهذا العمل نفسه".
وأضاف "طالما بنوكنا تجاوزت الصدمة فهي بعيدة عن الانهيارات، لأن مؤسسة النقد العربي السعودي حمت هذه البنوك من المغامرات، أما أين يتجه اقتصادنا فهذا ما تحدده نفقات الدولة، وما تقوم به الدولة، وبالتالي يمكن القول إن هناك حالة من الاطمئنان".
وتحدث التركي خلال اللقاء عن عديد من المحطات في نشاطه الاقتصادي، والاجتماعي، وتجربته في عالم الأعمال، والعمل التطوعي، مشيرا إلى أنه مر بتجارب عمل فاشلة منها تجربة التجارة في سوق الذهب، وتنفيذ مشروع من الباطن مع شركة تركية، وكانت العبرة من هذه التجارب هي عدم الدخول في أي مشروع ما لم تعرف عواقبه، وعدم التعامل مع أي شركة إلا بعد التحقق من وضعها المالي، مشددا على أن النجاح لا يأتي سريعا، وإنما يأتي بالجهد والعمل المتواصل والتخطيط السليم، فضلا عن أن الإنسان لا ينجح دون فريق عمل جيد ودون أن تكون له أسرة تسنده في المنزل، والتوازن بين المنزل والعمل ضرورة مهمة في النجاح، فليس سليما أن ينقل الواحد منا عمله إلى المنزل، فهذا خلط يؤدي إلى الفشل، خاصة أن الأسرة لها حقوقها.
وفي إجابة على سؤال عن تحديات السعودة، في المجموعة قال التركي، "هناك مجالات يتقبلها الكادر السعودي، ويقبل على العمل فيها، وهناك مجالات لا يتقبلها، ففي الماضي لم يكن يعيب المواطن السعودي العمل في أي مجال مادام العمل شريفا، لذلك كانت أول مناقصة أخذناها من أرامكو السعودية في الستينيات كان جميع العمال سعوديين، بينما نحن في عام 2009 ننفذ العمل نفسه ولكن دون سعوديين، فالطفرة كانت سيئة علينا في هذا المجال"
وذكر أن عدد العاملين في المجموعة يصل إلى 3500 موظف، تصل نسبة السعودة في بعض الشركات إلى نحو 60 في المائة إذ تتعامل المجموعة باستثمارات تصل إلى 2.8 مليار ريال،إضافة إلى أنه يعمل لدى المجموعة نحو 50 سيدة، وهناك وظائف لذوي الظروف الخاصة، لافتا إلى أن مسألة التوظيف تسير وفق أسس منطقية، تشمل حتى أفراد العائلة، فلا نفرض على أحد منهم العمل في الشركة، ولكن إذا ما رغب الواحد منهم في ذلك فيكون مثله مثل أي موظف، جدارته وكفاءته هي التي تمنحه المناصب والمواقع في العمل، علما أن لدى الشركة برنامجا للتطوير العلمي للموظفين، فبعض موظفينا يواصلون دراساتهم الجامعية على حساب الشركة، في الولايات المتحدة، وبعض الجامعات المحلية والخليجية.