جالية إسلامية تشتري كنيسة بريطانية وتحولها لأول مساجدها
حولت الجالية المسلمة في مقاطعتي دارتفورد وبيكسلي كنيسة تتبع المذهب الميثودي المسيحي إلى مسجد يعد هو الأول في منطقة بيكسلي التي تمثل حدثا كبيرا للجالية المسلمة هناك بجهود حثيثة القيادات الإسلامية هناك.
وذكرت صحيفة "هيلنجدون تايمز" البريطانية في تقرير لها أن هناك الآن نحو عشرة آلاف مسلم يعيشون في هاتين المنطقتين، وكانوا يعانون في الماضي العديد من الصعوبات والمعوقات خاصة، فيما يتعلق بقدرتهم على ممارسة شعائرهم الدينية وأداء صلواتهم.
وأوضحت الصحيفة أن الجالية المسلمة في دارتفورد تبذل جهودًا حثيثة في الوقت الحالي من أجل ضمان استصدار رخصة البناء التي تسمح بإقامة المسجد، حيث يكون من السعة ليسمح باستيعاب أكبر عدد من ممكن من أبناء الجالية المسلمة.
ولا تزال المفاوضات جارية بين منظمة "نورث ويست كينت مسلم أسوسيشن" التي أشرفت على شراء كنيسة "كرايفورد" الميثودية ممثلة للجالية المسلمة في المنطقة وبين السلطات الحكومية من أجل ترتيبات صلاة الجمعة كل أسبوع.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أنه وفي اجتماع كبير أعلنت قيادات الجالية المسلمة من داخل الكنيسة عن البدء في إقامة أول مسجد هناك وشارك في الاجتماع ممثلون عن كنائس أخرى وقيادات من الشرطة المحلية ورؤساء دوائر الإطفاء وأعضاء في المجلس المحلي لمقاطعة بيكسلي.
وألقى الدكتور الحاج لطف الله وحيد رئيس منظمة "نورث ويست كينت مسلم أسوسيشن" كلمة في الاجتماع رحب فيها بالحاضرين وشدد على أن الجالية المسلمة تريد أن تعيش في سلام حقيقي وتدرك من تعاليم كتابها الكريم أن احترام التعايش السلمي واحترام حقوق الآخرين من أساسيات الدين الإسلامي.
وقال الحاج لطف الله وحيد: "نحن نحاول أن نعيش في مناخ من الوئام وسط المجتمع المحيط، وندين التطرف والإرهاب بكل أشكالهما ونؤكد أنهما ليسا مرتبطين بدين معين أو عقيدة محددة، والمسلمون في هذه البلاد يريدون العيش في سلام مع جيرانهم".
من جانبه تعهد مدير الشرطة في دارتفورد توني داوسن أنه سيتخذ كل التدابير الممكنة لضمان توفير الحماية اللازمة للمسجد، ولا سيما في ظل تزايد معدل جرائم الكراهية والتمييز العنصري بحق المسلمين في بريطانيا.
ومع ما يمثله هذا الحدث من دلالات في قدرة الجالية المسلمة داخل بريطانيا على كسب أرض جديدة والحفاظ على حقوقها الأصيلة في ممارسة شعائرها الدينية إلا أن الجالية لا تزال تعاني تواصل المشاعر المعادية التي تؤججها في كثير من الأحيان التقارير الإعلامية المغلوطة التي تتعمد تشويه صورة الإسلام.