شركات ناشئة تبتكر تقنيات طبيّة حديثة لمكافحة فيروس«كورونا»
ابتكرت شركات تقنية ناشئة محتضنة لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية، المتخصصة في مجالات الصحة والطب والصيدلة والقطاع البيئي والزراعي، تقنيات طبيّة حديثة، إسهاما منها في دفع جهود الدولة في الحد من انتشارفيروس كورونا المستجد، تمثل أبرزها في أجهزة جديدة في مجالي التعقيمومكافحة العدوى، بجانب ابتكارات تقنية أخرى، لفحص جودة المعقمات الطبية، أو المنزلية.
وتأسست الحاضنة التي تشغلها وتديرها شركة حاضنات ومسرعات الأعمال «بياك»، عام 2010م، وتتخذ من مدينة الملك فهد الطبية في الرياض مقراًوشريكاً لها، وتسهم في دعم وتأسيس وتطوير قطاع التقنية الحيوية في مجالات عدة، أبرزها الصحة والطب والصيدلة والقطاع البيئي والزراعي، بجانب مساعدة الباحثين والأطباء السعوديين في تأسيس وتطوير مشاريع استراتيجية في مجالات التقنية الحيوية، بهدف تطوير هذا القطاع التقني المهم، ودعم القطاع الصحي السعودي، بصورة عامة.
وشملت الابتكارات «بوابة التعقيم الاقتصادية»، والذي طورته شركة « فوكسل بلس»، أحد المشاريع المحتضنة لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية، وهو جهاز صمم ليقوم بالتعقيم الكلي للممارسين الصحيين، قبل وبعد التواصل مع المرضى، بجانب الكمام المفصل رقمياً، والذي يتميز بأخذ تفاصيل وجه الممارس الصحي.
فضلا عن ذلك، فقد صممت «فوكسل بلس» التي يديرها المهندس السعودي معاذأبو عائشة، أقنعة تنفس متعددة الاستعمالات، وذلك باستخدام تقنية الطباعةثلاثية الأبعاد ومن مادة مضادة للبكتيريا والفيروسات، بحيث تحافظ على العزل وعلى عدد الكمامات المستخدمة، فيما يعد «خاتم التعقيم» المصنوع باستخدامتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، أحد أبرز ابتكارات الشركة الناشئة، والذي يستخدم كبديل للضغط على الأزرار في المصاعد، أو أجهزة الصراف الآلي.
وتمكنت ذات الشركة الناشئة، من ابتكار «معقمك بيدك» وهي أداة مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد وتُوضع حول معصم اليد، لحمل علبة المعقم، وذلك لتذكير مرتديها على التعقيم، إلى جانب اختراع «مفتاح الباب بالكوع»، الذي يتيح لمستخدميه فتح الأبواب بحركة الكوع، لحماية كف اليد من حمل العدوى،في الاماكن العامة، إضافة إلى ابتكار آخر يتميز بـ«فتح اليد بالساعد»، وذلك لمساعدة مستخدميه في فتح الابواب التي تحتاج إلى السحب، باستخدام الساعد، وذلك لحماية كف اليد من حمل العدوى، في الامكان العامة.
ومن الابتكارات اللافتة لـ «فوكسل بلس»، «واقي الوجه»، وهي أداة تتيح حمل قطعة بلاستيكية شفافة، لتحمي وجه الممارس الصحي من العدوى، في حال تعامله مع المرضى، بشكل مباشر، فيما يعد ابتكار «فحص الفيروس»، الذيصممته الشركة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، أداة بديلة، في حال نفاذ ادوات الفحص عن الفيروس، لدى المرضى، حيث تمت طباعته من مادة مرخصه، من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.
ومن جهة أخرى، ساهم «مختبر الثباتية»، المشروع المحتضن لدى حاضنة بادر للتقنية الحيوية، عبر أبحاثه المخبرية التحليلية وطرق التحليل والتحقق منها، في تقديم دراسات الثباتية للأدوية والمستحضرات التي تحتاج إلى تسجيل، في الهيئة العامة للغذاء والدواء، إذ يعدّ أول مشروع من نوعه في المملكة، والذي يقوم على فكرة التحليل التعاقدي في مجال الدواء والتجميل والمنتجات الصحية.
ويختص المشروع، الحاصل مؤخراُ على شهادة الاعتماد ISO 17025 من مركز الإعتماد الخليجي، بإجراء «اختبارات ثباتية» لفحص جودة المنتجات الطبية، حيث أبرم المختبر عدة اتفاقيات مع العديد من الشركات الدوائية والتجميلية،وشركات انتاج المطهرات والمعقمات، وذلك لفحص منتجاتهم، والتأكد من فعاليتها وجودتها قبل توزيعها وطرحها في الأسواق، في الوقت الذي ساهم فيه «مختبر الثباتية»، بدور بارز في الكشف عن بعض المعقمات، والتي هي اقل من المعايير المطلوبة او تم الغش فيها.
وفي هذا الخصوص، قال نواف الصحاف، المدير التنفيذي لشركة حاضنات ومسرعات الأعمال «بياك»، أن حاضنة بادر للتقنية الحيوية تعد أول حاضنةأعمال على مستوى المملكة والشرق الأوسط، ولديها خمس مختبرات في الوقت الراهن، وتوفر «الغرف النظيفة» للباحثين والمخترعين وروَّاد الأعمال التقنيين،حيث تساعد هذه الغرف الحاصلة على شهادة دولية معتمدة لمطابقتهاللمتطلبات القياسية وفقاً لأنظمة الأيزو الدولية، المخترعين وروَّاد الأعمالالسعوديين المحتضنين على إنتاج عينات المنتج الأولي، بجودة عالية وبدقة فائقة،لتطوير مشاريعهم التقنية الناشئة.
وبين الصحاف أن عدد المشاريع المحتضنة لدى الحاضنة، بلغ حتى نهاية 2019 نحو 35 مشروعا، فيما بلغ عدد المشاريع المتخرجة 10 مشاريع، غطت مجالات، الصيدلة، الزراعة، البيئة، والأجهزة الطبية، موضحا أن إجمالي مبيعات الشركات المحتضنة لدى الحاضنة تجاوزت الـ 100 مليون ريال خلال العام الماضي، في حين تمكَّنت عدد من الشركات المحتضنة منذ عام 2010م وحتى نهاية العام الماضي من جمع تمويلات استثمارية تجاوزت الـ 75 مليون ريال.
ومنذ تأسيها في عام 2017م، باشرت شركة «بياك»، أحد الشركات التابعة لـ «تقنية» المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، بإنشاء وتشغيل وإدارة حاضنات ومسرِّعات أعمال، للقطاعين العام والخاص؛ باعتبارها شركة حكومية تتخصص في تشغيل وإدارة منصات دعم ريادة الأعمال وبرامج الابتكار، ونقل التقنية، إلى جانب إدارة المشاريع والاستشارات المتخصصة، وخدمات التدريب، ورفع قدرات الموارد البشرية.