النفط يتراجع مقتربا من 46 دولارا
تخلى النفط عن مكاسبه السابقة أمس، لينخفض مقتربا من 46 دولارا للبرميل بعد عمليات بيع لجني الأرباح من ارتفاع الأسعار بنسبة 25 في المائة منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة في أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي والخلاف على الغاز الروسي.
وأثناء التداولات انخفض الخام الأمريكي الخفيف في عقود شباط (فبراير) 33 سنتا إلى 46.01 دولار للبرميل بعد أن ارتفع في وقت سابق أمس إلى 48.78 دولار وهو أعلى مستوياته منذ 15 كانون الأول (ديسمبر).
وانخفض مزيج برنت 26 سنتا إلى 46.65 دولار للبرميل.
وارتفعت أسعار النفط بحدة من نحو 35 دولارا للبرميل منذ الهجوم الإسرائيلي على غزة يوم 27 كانون الثاني (ديسمبر) الذي أثار مخاوف سياسية في الشرق الأوسط.
وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس الأول أن قائدا عسكريا إيرانيا دعا الدول الإسلامية إلى قطع صادرات النفط عن مؤيدي إسرائيل ردا على هجومها على غزة.
ونسبت الوكالة إلى القائد باقر زاده قوله إن النفط "واحد من عناصر الضغط القوية" على الداعمين الغربيين لإسرائيل في "الحرب غير المتكافئة" التي يخوضها الفلسطينيون في غزة.
في المقابل قال مصدر من "أوبك" أمس، إنه من المرجح أن يتجاهل المنتجون الرئيسون دعوة إيران.
وقال المصدر "لا توجد خطط للقيام بذلك وأعتقد انه أمر مستبعد تماما".
غير أن المحللين قالوا إن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط مصدر ثلث إمدادات النفط العالمية سيظل يدعم أسعار النفط.
وقال بول هاريس المحلل في بنك أوف أيرلند "التهديدات من جانب إيران وتنامي عدم الاستقرار في الشرق الأوسط يثيران دائما المخاوف بشأن إمدادات النفط وهو ما يدعم الأسعار".
وفي حين أن العنف في غزة لا يمثل تهديدا مباشرا لإمدادات النفط فإن السوق تخشى اتساع نطاقه ليشمل دولا أخرى في الشرق الأوسط.
وكان مما أسهم أيضا في صعود النفط في وقت مبكر أمس، البداية القوية للعام الجديد في أسواق الأسهم وتزايد المؤشرات على التزام "أوبك" بتخفيضات الإنتاج وقرار وزارة الطاقة الأمريكية البدء في إعادة تكوين احتياطياتها النفطية.
ومما فاقم من المخاوف السياسية انخفاض إمدادات الغاز الطبيعي الروسي إلى التشيك 5 في المائة نتيجة للنزاع بين روسيا وأوكرانيا بشأن تسعير الغاز. ويلقي الجانبان باللوم على بعضهما البعض في النزاع.
وتقول شركات الطاقة الأوروبية التي تتلقى خمس ما تحتاجه من غاز عبر خطوط أنابيب تمر عبر أوكرانيا إن لديها ما يكفي من المخزونات للإبقاء على الإمدادات عند مستوياتها لمدة بضعة أيام لكن المحللين يقولون إن أوروبا قد تواجه مشكلة إذا استمر الخلاف لفترة أطول.