الصين بعد كورونا
لم يعد ما يطلق عليه الرئيس الأمريكي "الفيروس الصيني" جائحة صحية عالمية، بل إنه حالة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية.
وربما هذا السبب الذي جعل الجدل يحيط بتسمية ترمب لفيروس كورونا المستجد، الفيروس الصيني. البعض أعطى للتسمية تفسيرات عنصرية، وأخرى سياسية، وهذا هو الأرجح. هل استهانت الصين بالعالم وأهملت الإبلاغ عن الوباء فور ظهوره؟ الجدل قائم. مثلما يستمر النقاش حول ضحايا الفيروس في الصين، وهذه النقاشات تسعى إلى دحض الأرقام الرسمية للضحايا، بل إن البعض أوصل الوفيات هناك إلى أكثر من 20 مليونا، مستشهدا بإحصائيات رسمية تتعلق بالهواتف التي تم إلغاؤها هناك في أعقاب ظهور الوباء. فإلغاء الهاتف حسب التحليلات يتم عند وفاة مالك الهاتف.
هذه الاستنتاجات التي تتسم بالمبالغة، يقابلها آراء متطرفة ضد الفيروس، فهناك من يعد أن وباء كورونا المستجد محض خدعة.
لكن الوقائع والعقل المنصف يدحضان هذه الطروحات المتهافتة، فنتائج الوباء مشهودة في مختلف أرجاء العالم.
في المقابل، تتكرر نداءات الضغط على الصين، لتغيير النمط الغذائي الموجود هناك، الذي يتيح أكل كل كائن حي يمشي على الأرض، سواء كان قرودا أو سلاحف أو حتى الخفافيش المتهمة بأنها الوسيط الناقل للفيروس إلى الإنسان.
عندما يزول الوباء، سنستمر في القراءة طويلا، حول ما إذا كان الوباء قد تم تصنيعه في هذا المختبر أو ذاك.
الأغلبية ينظرون إلى الصين - رغم أوبئتها المتكررة - باعتبارها قوة ذات ثقل اقتصادي لا يمكن الاستهانة به، وهي شريك اقتصادي عالمي قوي، والأزمة المرتبطة بجائحة كورونا بقدر ما أشاعت من الضعف في عدد من دول العالم، لكنها عززت القناعة بقوة وتأثير الصين.
كما أن الوباء بقدر ما جلب للصين من غضب وعتب واتهامات، لكنه أكسبها أيضا مزيدا من الأصدقاء - بعضهم في أوروبا.