رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الناس أولا

ضرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز مثالا إنسانيا عالميا يحتذى عندما أمر بعلاج جميع من يعيش على أرض السعودية، مواطنين، ومقيمين نظاميين، حتى مخالفي أنظمة الإقامة، وهو بذلك يصنع قدوة كونية بالفعل وليس بالكلام للقيادة وأمانتها ويمثل الإسلام ومبادئه، والأخلاق السعودية النبيلة، فشكرا له على هذا الفخر الذي بثه في نفوسنا، وعلى هذا الأمل الذي بثه في نفوس سكان العالم، أن هناك ملك إنسان، يقود مملكة الإنسانية.

الأداء السعودي خرج من دائرة الثناء المحلي إلى دوائر لفت أعناق العالم، إن على المستوى الصحي، أو على المستوى الإنساني، وأيضا على المستوى الاقتصادي، حيث رأينا قرارات عديدة تصب في مصلحة الأفراد، وقطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة، وتروم تقليل الآثار التي لا يمكن تلافيها بالكلية، لكن يمكن جدولتها زمنيا، حيث يصبح التغلب عليها ممكنا بتعاون الجميع.

أعلنت الاحترازات الصحية وطبقت بحزم يؤتي أكله بتعاون الناس، وقدمت حزم الدعم التي أعلنتها الحكومة في كثير من القرارات ولعل ما يهم الناس منها، ما أعلنته وطبقته مؤسسة النقد العربي السعودي حول أقساط الشركات الصغيرة والمتوسطة، وأقساط من فقدوا عملهم، ومعونات لتلافي فقد الوظائف، وإلغاء رسوم كثير من التعاملات المصرفية، ومجانية إعادة الجدولة، وغيرها كثير لا يسعه المقال، لتحقق غاية استراتيجية عبر وسائل عدة كان من أهمها المصارف السعودية التي إن تنمر البعض عليها، فإن التاريخ يثبت أن متانتها وقوتها المتأتية من السياسة النقدية السعودية القوية كانت دوما عاملا مهما ومساعدا على تخطي الصعاب الاقتصادية عندما تجتاح العالم.

ربما يكون هناك أدوار وقتية آنية لبعض القطاعات، تجزئة الأغذية وتوزيع الأدوية كمثالين، وهي أدوار تشكر لمن أخلص وتعامل بمسؤولية مع الحدث، لكن تظل هناك أدوار طويلة الأمد لبعض القطاعات تبدأ مع الأزمات، ولا تنتهي بانتهائها، بل تمتد لتستوعب آثارها، وهذا في رأيي الشخصي دور يمثله القطاع المصرفي والمالي بقيادة مؤسسة النقد العربي السعودي، التي أثبتت التجارب أنها أحد أقوى و"أحكم" البنوك المركزية في العالم.

نظرت الحكومة السعودية إلى الناس أولا، ثم إلى بقية الأمور، ولأن مؤسسة النقد جزء من منظومة حكومية قوية وحكيمة في آن، فهي أيضا نظرت لمصالح الناس أفرادا وشركات صغيرة ورحبت البنوك بأن تكون الأداة التنفيذية لهذه النظرة، وأن توقف كثيرا من مصادر دخلها لتحقيق التوازن المرحلي لحين تحسن الأوضاع - بإذن الله -.

كل فرد وكل جهة في المملكة شريك في المسؤولية، والكل يحب أن نتخطى هذه الجائحة بأقل الخسائر بإذن الله. الخسائر البشرية في المقام الأول، ثم تأتي البقية تباعا.

حفظ الله بلادنا وقادتنا ورفع البلاء عن البشرية جمعاء.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي