«صندوق النقد» يجند شركاءه للتصدي لـ«كورونا» «2 من 2»
الوضع متطور بسرعة، وينبغي أن نكون مستعدين لمواجهة هذا "الفيروس" بصورة أقوى وأكثر تنسيقا إذا تطلب الأمر ذلك. وفي هذا الصدد، أرحب ببيان مجموعة السبعة الأخير الذي أعربت فيه عن استعدادها لمواصلة التعاون من أجل اتخاذ إجراءات فعالة في الوقت المناسب.
كيف يمكن للصندوق تقديم المساعدة، والصندوق، من جانبه، مستعد لمعاونة أعضائه.
وهناك دول أعضاء كثيرة معرضة للخطر، منها دول تعاني ضعف النظم الصحية وعدم كفاية الحيز المتاح للتصرف من خلال السياسات، ودول مصدرة للسلع الأولية معرضة لصدمات في معدلات التبادل التجاري، ودول أخرى معرضة للتداعيات بشكل كبير.
وأنا أشعر بالقلق البالغ إزاء الأوضاع في دولنا الأعضاء منخفضة الدخل والأكثر تعرضا للخطر – فقد تزداد احتياجاتها التمويلية بسرعة مع تصاعد التكلفة الاقتصادية والإنسانية لانتشار الفيروس.
ويعكف خبراؤنا حاليا على تحديد الدول المعرضة للخطر وتقدير الاحتياجات التمويلية المحتملة إذا تفاقم الموقف بدرجة أكبر.
ولدى الصندوق موارد متاحة لدعم الدول الأعضاء:
- فبفضل سخاء دولنا الأعضاء، تبلغ طاقة الإقراض الكلية تريليون دولار تقريبا.
- وفيما يخص الدول منخفضة الدخل، لدينا تمويل للطوارئ يتيح الصرف السريع لمبلغ يصل إلى عشرة مليارات دولار "50 في المائة من حصة الدول المؤهلة للاستفادة منه" ويمكن الحصول عليه دون الارتباط ببرنامج كامل مع الصندوق.
- وهناك دول أعضاء أخرى يمكنها الحصول على تمويل طارئ من خلال "أداة التمويل السريع". ومن الممكن أن يقدم هذا التسهيل نحو 40 مليار دولار للأسواق الصاعدة التي يحتمل أن تستعين بنا للحصول على دعم مالي.
- ولدينا كذلك "الصندوق الائتماني لاحتواء الكوارث وتخفيف أعباء الديون" CCRT – الذي يتيح للدول المؤهلة منحا في البداية لتخفيف أعباء خدمة ديونها تجاه صندوق النقد الدولي التي يحل أجل استحقاقها. وقد ثبتت فاعلية هذا الصندوق الاتئماني خلال فترة تفشي فيروس إيبولا في عام 2014، لكن الأموال المتوافرة فيه الآن دون المستوى الكافي، حيث تزيد قليلا على 200 مليون دولار بينما يمكن أن تتجاوز الاحتياجات المحتملة مليار دولار. وقد دعوت الدول الأعضاء في الصندوق إلى المساعدة على هذا الخصوص لضمان إعادة تمويل هذا التسهيل بالكامل وإعداده لمواجهة الأزمة الراهنة.
وخلاصة القول، إن رسالتنا العمومية الموحدة هي: أن الصندوق ملتزم تماما بدعم دولنا الأعضاء، ولا سيما الأشد تعرضا للخطر؛ وأن لدينا الأدوات اللازمة للمساعدة؛ وأننا ننسق على نحو وثيق مع شركائنا من المؤسسات الأخرى.