رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الدببة تعالج السمنة

تعد السمنة مرض العصر، حيث يوجد نحو مليار شخص ونصف المليار يعانونها حول العالم، خصوصا المنطقة العربية بسبب نمط حياتهم غير الصحي، والسمنة ليست في حد ذاتها المشكلة إنما هي سبب مباشر لكثير من الأمراض الخطيرة والمزمنة، ومن أكثر الأمراض صعوبة في إيجاد العلاج المناسب لها، حيث لم تحرز علاجاتها سوى تقدم ضئيل باستثناء الذين انتصروا على أنفسهم واستطاعوا تغيير نمط حياتهم، لذا تجدهم يلجأون للحل الأسهل، وهي عمليات القص والتحوير والتكميش والبوتوكس وسلسلة من العمليات غير المنتهية، التي لم تعرف إلى الآن عواقبها على المدى البعيد، فضلا عن خطورتها وتحولها إلى تجارة مربحة دون النظر في مدى ملاءمتها للمريض من عدمها، بل استجابة لرغبته في الحل السريع الذي قد تنتج عنه عواقب وخيمة.
إذن: ما الحل في تلك الشحوم المتراكمة، وكيف نتخلص منها دون ضرر؟
لنتفق أنه انتهى زمن المعجزات والحلول السحرية، ويبقى الأمل في العلم وأسرار الكون التي أودعها الله في مخلوقاته، ودعانا لنتفكر وننظر حولنا، من هؤلاء الباحثين والمتفكرين في الكون كيفين كوربيت الباحث في جامعة ولاية واشنطن، حيث وجد الإجابة لدى الدببة الرمادية بالذات.
يقول كيفين: "إننا قد نجد علاجا للسمنة لدى الدببة"، والسر يكمن في نمط حياتها والطريقة التي وهبها الله لتتكيف معها، حيث تمتلك الدببة عادة عجيبة في السبات الشتوي الذي تمضي قبله فترة الصيف في الأكل وما إن ينتهي إلا وقد التهمت ما يقارب 50 ألف سعر واكتسبت نحو ثمانية كيلوجرامات، فهي ستدخل في مرحلة صيام قد تستمر سبعة أشهر. خلال صيامها تتغذى الدببة على الدهون المخزنة في جسدها، فهي لن تتمكن من الأكل أو الشرب ولا حتى التبول والتبرز -أعزكم الله.
ستتعجب وتندهش كيف لكائن حي أن يعيش دون إخراج فضلاته، وما مصير الكلى بل أعضائه الداخلية كلها؟
لو حبس الإنسان أو الحيوان فضلاته كل هذا الوقت لتدمر جسده من الداخل، بسبب السموم المتراكمة لكن الدببة حباها الله بقدرة على عكس الفشل الكلوي المؤقت لديها إلى نشاط فريد حال استيقاظها من سباتها دون أدنى ضرر.
يعود أحد أسباب هذه المعجزة إلى قدرة الدببة على ضبط حساسية جسدها للأنسولين المرتبط مباشرة مع مرضى السمنة والسكري، الدببة الرمادية تتعامل بشكل طبيعي وعكسي مع مرض السكري، وكذلك مع السمنة واكتشاف كيف يحدث ذلك سيفتح الآفاق أمام علاجات مختلفة للسمنة والسكري على حد سواء ولعل الأيام المقبلة تكشف لنا مزيدا من الأسرار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي