رسالة الخطأ

لم يتم إنشاء الملف.


الجرس الصيني

أتوقع -والله أعلم- أن كثيرا من عشاق "الكبسة" يحمدون الله بكرة وأصيلا، أن الصين ليست من المصدرين الرئيسين للأرز الفاخر، لذا فإن الطريق إلى قلب الرجل ما زال "سالكا"، كما يفترض أحد الإعلانات، وهو افتراض يبدو أنه سينقرض أو سينعكس، وسيصبح الطريق إلى قلب المرأة؛ يمر بالمعدة "المشتاقة" إلى كبسة منزلية جيدة ثبت أن كثيرا من الرجال "يضبطونها". تتقاطر أخبار ومقاطع فيديو تحذر من ارتفاع أسعار كثير من السلع جراء الظروف التي تمر بها الصين "مصنع العالم" كما يسميها البعض، واستغل بعض التجار الفرصة "المفترضة" وحولوها إلى واقع على أساس أن هناك انقطاعا متوقعا في بعض السلع أو -على الأقل- تناقصا في كمياتها! الأوبئة والأمراض توقظ الضمير الإنساني كل فترة من الزمن، هكذا يقول التاريخ، وهذه المرة يجب أن توقظ العقل، وينتبه العالم أجمع إلى ضرورة إيجاد البدائل، وأن الاكتفاء بمصدر شبه وحيد لبعض السلع والمنتجات أو مدخلات الإنتاج مخاطرة حذر منها الدرس الأول في الاقتصاد والاستثمار، "لا تضع البيض كله في سلة واحدة". إذا توقفت بعض مصانع الهواتف الذكية في الصين، فهي لم تزل تصنع في دول أخرى ، وإذا تقلص إنتاج بعض أنواع الملابس أو الأجهزة، فيمكن إيجاد الضروري منها في دول أخرى، وهكذا دواليك، وهذه البدائل يمكن للمستهلك أن يناور بها التاجر الجشع، الذي يحاول الاستفادة من كل الأوضاع. تستحق الصين المكانة الإنتاجية الصناعية التي وصلت إليها، لكن هذا الاستحقاق لا يعني عدم النظر إلى مواقع أخرى في العالم يمكنها أن تكون بديلا في مجالات أخرى، بديلا يخفف الهلع من انقطاع بعض السلع أو ارتفاع أسعارها. أيضا ينبه هذا الوضع الدول والمجتمعات التي اتكأت كثيرا وطويلا على الاستيراد والاستهلاك، إلى أي مدى هي قادرة على الاكتفاء الذاتي، أو على الأقل قدرتها على كبح تضخم بعض الأسعار، إذا طالت أزمة المرض - الذي نسأل الله أن يشفي من أصيب به، ويشفي كل مريض، وأن يحفظ البشر منه ومن غيره. لا بد أن الاصدقاء في الصين يعيدون النظر كثيرا في أمور حياتهم، هكذا يجب أن تفعل الأزمات، وهكذا يجب أن نفعل نحن، وتفعل الدول كلها، فهذه الأزمة التي ستكلف العالم كثيرا، هي درس كبير، وهي جرس آخر يضاف إلى أجراس الإنذار التي أصبحت تدق على فترات، تتقارب أكثر وأكثر؛ فهل نستمع؟، وهل نمعن "البصيرة"؟ هذا ما أرجوه.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي