300 مدرسة قرآنية وإسلامية تعمق جذور الإسلام في جزر المحيط الهادي
أسهمت رابطة العالم الإسلامي والأزهر في إنشاء عديد من المدارس القرآنية والتعليمية والمساجد في جزر فانواتو المعروفة في المحيط الهادي, التي كانت تسمى سابقاً جزر نيوهيريدز, وتوجد بها جمعية إسلامية متكاملة تقوم بالدعوة والتعليم؛ حيث تم في وقت سابق إنشاء 300 مدرسة قرآنية وبعض المدارس الإسلامية الثانوية، إضافة إلى عدد من المساجد المبنية وفقًا للطراز الإسلامي المعماري البسيط, وتقع الجمعية الإسلامية التي تشرف على هذه النشاطات وغيرها في العاصمة بورت فيلا, حيث سمح لها ذلك من قبل السلطات الحاكمة, والتي سمحت لها أيضا بأداء رسالتها في تبليغ دعوة الإسلام ونشر المعارف الإسلامية الصحيحة بين الناس دون أدنى عقبات.
وجاء ذلك بعد سنوات من الجهود المدروسة من قبل عدد من الجمعيات والمنظمات الإسلامية وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي، وبدأ الجميع يرى وبوضوح الانتشار الواسع للإسلام في منطقة جنوب غرب المحيط الهادي وبالتحديد في شرق أستـراليا, حيث يتمتع اليوم مئات المسلمين الجدد بحياة إسلامية وحقوق كبيرة في بيئة كانت وما زالت تمارس حياة البداوة في 80 جزيرة صغيرة يعتمد سكانها على الصيد والزراعة وتربية الماشية والدواجن وتنتج الأسر فيها كل ما تحتاج إليه من طعام وكساء وتبني منازلها من الأخشاب أو الخيزران، أناس ما زالوا لا يعرفون وسائل المواصلات الحديثة ومعظمهم لم يشاهدها من قبل حيث مازالوا يعتمدون في تنقلهم على المراكب والسفن الصغيرة.
هذا النجاح الكبير ساعد على تحقيقه عديد من الجمعيات الإسلامية في العالم الإسلامي وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي والأزهر والتي أمدت العون لهم في ترتيب عديد من الأمور المهمة والتي ساعد على بناء جيل من المسلمين في هذه الجزر البعيدة والتي فرغت من المسلمين في وقت سابق, حيث تشير المصادر التاريخية بوجود مسلمين في هذه الجزر حين تم استعمارها من قبل البريطانيين والفرنسيين من عام 1906 ميلادية حتى عام 1980 ميلادية, حيث تم خلالها تحويل سكان الجزر إلى النصرانية؛ فأصبح 75 في المائة من السكان من النصارى, بينما بقي 25 في المائة منهم على الوثنية.
عودة الإسلام في هذه الجزر بدأت مع مطالبة سكانها بالاستقلال منذ عام 1960 ميلادية وحتى 30 تموز (يوليو) عام 1980 ميلادية وهو تاريخ استقلاها من الاستعمار المشترك، حيث عُرفت الجزر منذ ذاك الوقت باسم جزر "فانواتو" وأصبحت مدينة "بورت فيلا" عاصمة للجمهورية التي يسكنها الغالبية العظمى من سكان الجزيرة البالغ 15 ألف نسمة .
وتبدو قصة العودة تلك كما يؤكد بعض الدعاة هناك حينما اختارت إحدى المؤسسات النصرانية في مدينة بورت فيلا – العاصمة – رجلاً اسمه "فابانجا" وأرسلته إلى الهند لدراسة علوم اللاهوت ، فدرس الإسلام بدلاً عنه على يد علماء مسلمين وحفظ القرآن الكريم على أيديهم، حتى أصبح من أبرز دعاة الإسلام هناك، ولما عاد إلى وطنه أخذ يدعو الناس إلى الإسلام، وأوضح لهم أن الإسلام هو الدين الأولى بالاتباع؛ حيث يصون الناس والمجتمعات من الرذائل ويدعوهم إلى الفضائل، فاعتنق الإسلام على يديه أكثر من 50 أسرة في العاصمة بورت فيلا.
لاحقاً تزايد عدد الأنصار من المسلمين حول الداعية "فابانجا" ووفد إليه من الجزر الأخرى عدد لا بأس به من الراغبين في التعرّف على الإسلام؛ فقام بتأسيس أول مركز للدعوة الإسلامية في بلاده، وانتقل مع أنصاره من المسلمين إلى العديد من جزر "فانواتو" ، وهكذا تكونت أول أقلية مسلمة هناك، ضمّت بعض سكان الجزر وبعض الأوروبيين من المهاجرين أومن المقيمين هناك.
بعد وفاة "فابانجا" سار أولاده وأتباعه على هديه في التعريف بالإسلام ونشر دعوته الصحيحة بين سكان الجزر .. حتى بلغ عدد الأسر المسلمة في "فانواتو" أكثر من 300 أسرة مسلمة يسعون لجذب عدد كبير من القبائل الوثنية لاعتناق الإسلام.