الشيخ الجبرين: الشريعة تحث على الأخذ بالأيسر وتحذر من الأخذ بالفتوى الخاطئة المخالفة للدليل

الشيخ الجبرين:  الشريعة تحث على الأخذ بالأيسر وتحذر من الأخذ بالفتوى الخاطئة المخالفة للدليل

أكد الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عضو الإفتاء سابقا, أن ما يثار عن ضرورة التيسير على الناس له ضابط بأن يكون ذلك تيسيرا لا يخالف الدليل؛ فمثلا إذا عرض للإنسان أمران فإنهما إذا كانا سواء في الحكم يتبع أيسرهما، ولا يشدد على نفسه؛ فمثلا: الفطر للمريض؛ إذا كان أسهل عليه الفطر، ويشق عليه الصيام فعليه برخصة الله لقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم: (عليكم برخصة الله التي رخص لكم).
وكذلك – أيضا - رخص السفر، إذا كان هناك مشقة فالله - تعالى- رخَّص فيها، وقال: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج:78) فالمراد بالتسهيل الذي لا يخالف الدليل، فأما أن نقول مثلا: نفتيهم بشرب الخمر؛ لأنها أسهل عليهم حتى لا ننفرهم. نفتيهم مثلا بشرب الدخان؛ لأنهم ألِفُوا ذلك؛ حتى لا ينفرون، فهذا لا يكون تسهيلا.
وقال الشيخ الجبرين نحن لا نقول: لا تأخذوا بالفتوى الأيسر لكن نقول: لا تأخذوا بفتوى الخطأ؛ المخطئ المخالف للدليل، ولو أنه يدعي أنه يسهل على الناس نقول: إن حكم الله قديم فلا يجوز أن تأخذوا بحكم جاء في فتوى تعرفون أنها خطأ، ولكن إذا كان هناك قول باليسر والسهولة فلا مانع. نقول مثلا: إذا كان الإنسان يفتي بالتسهيل في أمر السفر الذي فيه مشقة فإنه يتبع الأسهل منه، وآخر يشدد، أو مثلا آخر يشدد في أمر الحج؛ فيفرض على الحاج أن يكون متمتعا، وآخر يتساهل ويقول: يجوز الإفراد فنقول: اختر ما هو الأسهل.
كذلك - أيضا- آخر يشدد ويقول: لا بد للعمرة من وداع، وآخر يتساهل ويقول: إذا انشغل فلا وداع، فتأخذ مثلا بالأسهل والأيسر عليك، وكذلك إذا لم يصادم الاجتهاد نصا أو دليلا ظاهرًا نعم.
وأوضح فضيلته أنه لا بأس بكتابة الآيات , ثم غسلها, وشرب مائها, فقد رُوِيَ عن ابن عباس أنه قال: "إن في القرآن سبعة وثلاثين موضعًا, فيها قول: لا إله إلا الله، من كتبت له بالزعفران ثم غسلت بماء زمزم, أو بماء المطر, شفاه الله من الأمراض المستعصية, كالعين والسحر والصَّرَع". وكذلك ذكروا قراءة آيات السحر، ثم شُرْبَ الماء الذي تُقْرَأُ فيه, وهي في سورة الأعراف( وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ) (لأعراف:117)
ثلاث آيات، وفي سورة يونس: ( قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ ) الآيتان، وفي سورة طه: (قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى) (طـه:68)
آيتان، فإذا كُتِبَتِ التهليلاتُ, وآيات السحر في إناء نظيف بالزعفران أو نحوه, أو في أوراق, ثم غسلت, وشرب ماؤها, ثم تبخر المريض على بقية الورق كان ذلك مفيدًا. وأما إحراق آيات القرآن من المصحف والتبخر عليها فنرى أن ذلك إهانة للقرآن، وإنما يتبخر بالأوراق بعد غسلها وشرب مائها. والله أعلم.
هل يأثم المسلم إذا تعلَّم التجويد ولم يقرأ به؟إذا قرأ القرآن قراءة واضحة بين الحروف وأفصح بها فإنه لا يأثم ولو لم يلتزم بقواعد التجويد، وقد جاء في بعض الأحاديث أن القارئ يقال له اقرأ وارق في درجات الجنة، فلا يزال يصعد ما دام يقرأ هزّا كان أو ترتيلا وهذا هو الإسراع الذي لا يلتزم فيه بقواعد التجويد.

الأكثر قراءة