رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


الكليات والعلاقة بالمجتمع

سعدت بالاطلاع على مجموعة من عمليات الدعم المهم الذي توفره الجامعات لتأسيس علاقات متقدمة بين مكوناتها والمجتمعات التي تخدمها. لعل أهم ما يبحث عنه المتقدم للدراسة في الجامعة هو المجال الذي يضمن له عملا في المستقبل وهذا حق مشروع، لكن ليس هناك ما يمنع أن تكون الجامعة - في الوقت نفسه - وسيلة متقدمة للمحافظة على هوية المكان الذي تعيش فيه، وتطور العلاقة بينها وبين مكوناته، وتدخل على المجتمع كما مفيدا من المعرفة والعلاقات المهمة مع التطورات التي تعيشها مجالات عمل مكوناتها الأكاديمية.
أتحدث وأنا أشاهد الفكرة تتأصل لدى قيادات الجامعات مع احتدام المنافسة ودخول المؤسسات الدولية في عمليات التقييم الأكاديمي، والخدمات المجتمعية التي تقدمها مؤسسات التعليم العالي. بدأت الجامعات في تكوين مجالس استشارية تضم في عضويتها كل من يمكن أن يسهم في تحسين صورتها ودعم نشاطاتها البحثية وتعظيم فرص خريجيها في المقبل من الأيام.
البداية السليمة هي تلك التي تكون المجلس من المفيد، وهذا المفيد قد يكون في المجال الأكاديمي أو الاستثماري أو الوظيفي، ولكل مهمته ودوره الذي يمكن أن يدعم تقدم الجامعة وتحسين صورتها وضمان الارتباط بين ذلك وفرص طلبتها في سوق العمل. المعلوم أن أكبر جامعات العالم التي يحصل خريجوها على العروض حتى قبل تخرجهم هي تلك التي تجمع بين الفئات الثلاث ولعل الاختيار هو الأصعب فلكل من أعضاء هذه المجالس اهتماماته - هو الآخر - التي من دون تحقيقها لن تكون مساهمته في المجهود الجماعي للمجلس بالقدر الذي تريده الكلية أو الجامعة التي اختارته في المجلس.
الوقفة هنا تتطلب أن يكون الاختيار ملائما ومحققا للغرض الخاص بكل أطراف المعادلة، ثم إن إدارة عمليات هذه المجالس واختبار أدوارها مهم - كذلك. الغالب على كلياتنا وجامعاتنا أنها تعتمد على "ترئيس" الأعضاء الأكاديميين وتلكم مؤسسة لتراجع فرص نجاح هذه المجالس، فرئيس المجلس هو صاحب الدور الأهم في تكوين شخصيته وتحديد رؤيته وتوجيه مسيرته بما ينفع كل الأطراف. كما أن من المهم أن يكون رئيس المجلس والأعضاء أصحاب سمعة إيجابية وعلاقات متينة مع القطاعات التي يمثلونها، فهم في النهاية يعملون لتحقيق رؤية جماعية تضمن نجاح المؤسسة التعليمية وتحسين سمعتها وتوفير الفرص الوظيفية لمخرجاتها، ولهذا أجد نفسي بحاجة إلى الحديث في الموضوع باستفاضة في وقت لاحق بحول الله.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي