مجموعة العشرين وانضمام المملكة
لم يكن انضمام السعودية لعضوية مجموعة العشرين مفاجئاً، خصوصا في هذا الوقت العصيب على العالم، فالمملكة تتميز بعديد من الصفات التي أجبرت الجميع على احترام هذا البلد واعتباره واحدا من الاقتصادات المتينة والتي يُبنى عليها الأمل في تحقيق الاستقرار العالمي. ولهذا فإن عدم الإشارة إلى جهود المملكة الكبيرة في مجال إرساء الاقتصاد العالمي سيكون جناية لا يغفرها التاريخ، ومع ذلك فالمملكة والتي تعد من أكبر الدول المصدرة للطاقة، وإحدى الدول المؤسسة لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" OPEC عام 1960م، وكأكبر اقتصاد إقليمي في المنطقة، وصاحبة الأيادي البيضاء في مجال دعم ومساعدة الدول الفقيرة وغير ذلك مما لا يتسع المقام لذكره.
وفوق كل هذا فالمملكة لم تتخل عن دورها ومسؤوليتها الدينية أو القومية، فهي تمثل كل الدول الإسلامية والعربية وتحمل همهم وتكافح وتصارع من أجل حقوقهم، وليس مستغربا أن تكون المملكة عضوا مؤسسا ودائما في أي منظمة أو اجتماع يهدف لحل مشكلات العالم وتحقيق الرفاه للشعوب.
مستشار نفسي للطالب
تنتهج المملكة هذه الأيام برنامجاً شاملاً للابتعاث يهدف إلى تأهيل عدد كبير من الشباب السعودي للعودة والمساهمة في عجلة التنمية، هذا الجيل سيعود بأفكار جديدة ستكون ـ بإذن الله ـ صالحة لتطوير كثير من المفاهيم والعادات التي اعتادها أبناء البلد. ومع كل حسنات هذا البرنامج إلا أنه لا يخلو من عدد من المعوقات خصوصا فيما يتعلق بالمرحلة العمرية للشباب المبتعث. كثير من هؤلاء المبتعثين غالبا ما يواجهون بمشكلات كثيرة دراسية وثقافية منذ دخولهم إلى بلاد الابتعاث ولفترات قد تمتد بالبعض إلى نهاية فترة ابتعاثهم. وبما أن الوزارة قد تكلفت بابتعاث هؤلاء الشباب والشابات وهي حريصة على عودتهم بكل نافع حتى يحقق هذا البرنامح الآمال والطموحات التي بُنيت عليه. لهذا فواجب الوزارة أن تبذل مزيدا من الجهد في متابعة وحل مشكلات أبنائها وبناتها المبتعثين إلى الخارج، وذلك من خلال توفير الإخصائيين النفسيين والأكاديميين المؤهلين لمساعدة الطالب على تخطي العقبات والوصول إلى الهدف المشترك وهو النجاح للطالب والنفع للبلد ـ بإذن الله.
مشكلة الفقر العالمية
خلافاً للتوقعات الأخيرة أن عدد الفقراء في العالم قد يقارب المليار شخص في عام 2008، قد يزداد سوءا بالآثار السلبية للأزمة المالية العالمية، مما سيضاعف العدد بشكل كبير. أقر زعماء 185 دولة في العالم خلال قمة الألفية في الأمم المتحدة عام 2000 خطة للقضاء على الفقر المدقع بحلول عام 2015 إلى أقل من نصف العدد المعلن عام 1990 وهو ما يفوق المليار نسمة قليلاً، إلا أن هذه الاتفاقية واجهت كثيرا من الصعاب التي وأدتها قبل أن تؤتي ثمارها.
إن الأثر الحاصل من استفحال الفقر في أرجاء مختلفة من العالم سيؤدي إلى ظهور كثير من المعضلات التي لن تجد لها حلولا لعقود من الزمان، ومنها انتشار الأوبئة والأمراض وزيادة معدلات الجريمة والعناصر المؤهلة للاستغلال في الأعمال الإجرامية كالقرصنة والإرهاب وتجارة الأعضاء وغير ذلك كثير من المشكلات التي سينفق العالم المبالغ الطائلة لحلها دون جدوى، في حين أن المشكلة ما زالت تحت السيطرة والعالم في حاجة إلى من يوقظه من غفلته وبين أن مشكلة الفقر لا تقل أهميةً عن مشكلة الأزمة المالية، يصبان في وعاء واحد.
الحج
الركن الخامس من أركان الإسلام، كل عام تأتي أعداد غفيرة من حجاج بيت الله امتثالاً لأمر الله تعالى، ورغبة في المغفرة. يتكبد الحاج كثيرا في طريق الوصول إلى البلد الحرام لأداء مناسكه امتثالا لأمر خالقه. ولكل من أسهم وساعد في أداء فريضة الحاج من عند الله ـ عز وجل ـ الأجر والمثوبة. فلقد سخر المولى ـ عز وجل ـ لهذا البيت رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوهبوا لهذا البلد كثيرا من المشاريع والتحسينات لاحتواء هذه الأعداد الهائلة من الحجاج في هذه المساحة المحدودة ولفترة بسيطة من كل عام. كل همهم تقديم خدمة جليلة تريح الحاج وتسهل عليه أداء مناسكه. هذا الجهد العظيم يقدم لضيوف بيت الله الحرام بحرص ومتابعة جادة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ـ حفظهم الله تعالى ـ، وببذل وعطاء من كل مسؤولي الدولة ورجالها، وبدعوات ومساهمات من كل موطني المملكة أن يتم الله تعالى على حجاجه أداء فريضتهم بأمن وأمان وأن يعودوا مغفورا لهم. ولكل من أسهم وساعد في التسهيل على حجاج بيت الله أقول: لا حرمكم الله الأجر وبارك الله في جهودكم.
لقد كان موسم حج هذا العام موسما استثنائيا بشهادة كثير من حجاج بيت الله الحرام، فقد حمل لهم هذا العام كثيرا من المشاريع التي سهلت على الحجيج أداء فريضتهم، وعلى القائمين على أعمال الحج مهامهم. فأسأل الله أن يديم على هذه البلاد الأمن والأمان وأن يوفق القائمين على الحرمين الشريفين.. وكل عام وأنتم بخير.