رسالة الخطأ

  • لم يتم إنشاء الملف.
  • لم يتم إنشاء الملف.


شجرة «الكريسماس»

في أغلب بلدان الأرض تنتصب شجرة الميلاد، وتتوسط الأسواق والساحات، وتزين بها البيوت في أواخر شهر ديسمبر من كل عام، ويربطونها بالدين المسيحي وميلاد المسيح، الذي يزعمون أنه يوافق 25 ديسمبر.
هل هي فعلا شجرة الكريسماس؟
والكريسماس كلمة مكونة من مقطعين، الأول هو كريس ومعناها (المخلص) وهو لقب للمسيح، الثاني هو (ماس) المشتق من كلمة فرعونية تعني (ميلاد)!
اختلفت الروايات بخصوص أصل تلك الشجرة ويقال، إن الحكاية بدأت قبل ظهور الديانة المسيحية، حيث كانت القبائل الجرمانية تقوم بقطع الشجر ووضعه في البيوت وتزيينه للاحتفال يوم 25 ديسمبر، وهو وقت اعتماد الشمس ودخول الشتاء!
كما استخدم الناس في نصف الكرة الشمالي وقبل ظهور المسيحية بوقت طويل، نباتات دائمة الخضرة لتزيين بيوتهم، للاحتفال بالانقلاب الشتوي يوم 21 أو 22 ديسمبر، وفي كثير من الثقافات كان ثمة معنى خاص للأشجار الخضراء، مثل التنوب والهداب؛ فهذه الأشجار في اعتقادهم تقي الناس الأرواح الشريرة وقوى الطبيعة عند الانتقال من سنة إلى سنة جديدة. وأقدم مؤشر على وجود شجرة عيد الميلاد هو صفيحة نحاسية تعود إلى عام 1509، مرسوم عليها شجرة من نوع التنوب عليها أضواء ونجوم!
وفي القرن الـ 17 بدأ الناس يستخدمون أشجار عيد الميلاد أيضا في منازلهم، كما يبين ذلك أحد الرسومات العائدة إلى عام 1605. وعدت أشجار الميلاد بمنزلة حوامل للأمل في حياة جديدة. وفي الماضي كان يعلق عليها الفستق والتفاح والحلويات، وذلك في منطقة "إلزاس" شرق فرنسا.
يحتفل البريطانيون بتدشين شجرة الميلاد في قلعة وندسور كتقليد سنوي يعود تاريخه إلى نحو 200 عام، عندما اشترى الأمير ألبرت، زوج الملكة فيكتوريا (ملكة المملكة المتحدة وبريطانيا العظمى وإيرلندا منذ عام 1837 حتى وفاتها 1901)، للمرة الأولى شجرة "نوردمان فير" بطول 26 قدما من ألمانيا لسطح قلعة وندسور، يقال إن الفضل في هذه العادة السنوية يعود إلى الملكة شارلوت الألمانية زوجة جورج الثالث، التي أقامت أول شجرة إنجليزية معروفة في وندسور، في ديسمبر عام 1800. لم تكن فكرة وجود شجرة عيد الميلاد في المنزل أو تبادل الهدايا مرحبا بها في أمريكا، خصوصا أنها ثقافة أوروبية دخيلة عليهم، لذا استغرق الأمر وقتا طويلا لتصبح هذه الشجرة جزءا لا يتجزأ من طقوس العيد في أمريكا.
والآن بدأت تلك العادة تزحف إلى البلدان العربية حتى الخليجية، علما بأن المسيح لم يولد في الشتاء ولا في 25 ديسمبر!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي