خفق القلب له لما خفق
خفق القلب له لما خفق
بارق شب الجوى حين ائتلق
ويح جفني كلما لاح له
فاض بالدمع وأعيا بالأرق
ومضه غازل دمعي فجرى
لطف الأول والآخر رق
رف حتى زاغ عنه بصري
من رأَى ذات جناح تحترق
فكأني حينما أبصرته
موبذ لاحت له نار السدق
عادلي روعة موسى شاخصا
حينما آنس نارا في الغسق
قلت لما راعني إيماضه
كان موسى شاعرا لما صعق
شمته لما تبدى شررا
ثمّ ما عتم أن طار شقق
فإذا بي وهو يستشري أرى
لجة من لهب إذ تصطفق
لست أدري أهو سيف منتضى
حينما أومض أو سهم مرق
أمطر الظلماء نبلا بعد ما
قد رماها مستديرا بوقق
وسرت في السحب منه شمل
سريان النار في ثوب خلق
فكأن البرق في تلماحه
تارة يخبو وأخرى يأتلق
رد طرف حائر أو نفس
متعب أو نبض عرق من فرق
هو للشاعر في جوف الدجى
سورة أوحى بها ربّ الفلق
علم الله تعالى جده
لاح خفاقا على كل أفق
بسمة من ذات ثغر أشنب
برقت أو نظرة من ذي حنق
حبب الظلماء لي لما أضا
هكذا نسحر بالنور الحدق
خلته من بين أسداف الدجى
أملا من بعد يأس قد برق