حدائق النفط
في جديده الروائي "حدائق النفط" يحاول "إبراهيم شحبي" الروائي السعودي أن يستعيد للمرأة مكانة، صادرتها منها الحياة، فبدا كشهريار الذي يصغي أمام شهرزاد حين تتكلم، فيضعنا أمام نوع معين من التوازن بين سلطة الكلام وسلطة الفعل. وشهرزاد في هذه الحكاية هي "ميسون" البطلة التي اختارها الكاتب لتتحدث عن تقلبات تاريخ المرأة على فترات، وكأنها قد اختزلت كل مساء العالم في ذاتها. يقول المؤلف "سكتت ميسون عن الكلام بعد عام 1898 بعد أن ودعتني بعبارتها التي بقيت عالقة في ذاكرتي (لا بد أن ننجب من يدفعنا)، ولم ألتقها بعد ذلك بسبب خروجي النهائي من حياة المدن إلى فضاء القرى الجنوبية..." وبين غياب ميسون وعودتها ينفتح الكاتب على قضايا ومسائل مجتمعية تلامس حياة الناس وأحوالهم وآمالهم، فيسجل رأيه في الحياة والأشياء التي تعلمها والحكمة التي خرج منها، يقول "هناك من يزعم أن الواقع هو ما تفكر فيه، والحقيقة أن ما تفرضه الظروف المحيطة، لقد ظننت أنني طوال السنوات وما زلت...".