لمس أكتاف
سُئلت السؤال ذاته مئات المرات مصحوبا بالدهشة والتعجب، تلقيته وجها لوجه من الأصدقاء، وأتاني في الندوات والفعاليات من القراء، وحمله لي بريدي الإلكتروني وما زال يأتيني بلا انقطاع. السؤال هو: لماذا عدت من كندا؟ وكيف بالله يا رجل تقضي فيها خمسة أعوام في حال من الاستقرار والحياة الهانئة الرغدة ثم تقرر بمحض إرادتك أن تترك هذا النعيم وتعود إلى مصر؟ من وقتها والسؤال يلاحقني وأصحابه يظنون بي "عبطا" أو سذاجة حتى أترك وطنا يحلم به ملايين من أبناء بلدي الذين لم يتركوا بابا للهجرة والفرار إلا طرقوه، كما أن ملاحقة الأصدقاء والقراء لي بالسؤال حملت اتهاما واضحا بأنني رجل "فقري"، حتما سأندم على النعمة التي تبطرت عليها بعد أن تركت مكانا يهاجر إليه حتى الأوروبيون من فرنسا وألمانيا وإنجلترا؛ لأنه الأول على مستوى العالم في توفير اللقمة والكرامة، وعدت إلى وطن تم تثبيت أكتافه وأصبح أشبه بوضع مصارع جاهد وحاول الصمود حتى تغلب عليه الوحش و"جابه" لمس أكتاف! حسنا... سأخبركم بأسباب قيامي بالهجرة العكسية من كندا إلى مصر.