بين الحضرية والريفية: اتجاهات رأسمالية بالطريقة الصينية

بين الحضرية والريفية: اتجاهات رأسمالية بالطريقة الصينية

يقدم الكتاب قصة وجهين مختلفين للصين؛ الصين الحضرية التي تنتشر فيها المشاريع التجارية، والصين الريفية التي تتحكم فيها الحكومة بقبضة من حديد. في الثمانينيات كان للصين الحضرية اليد العليا وكانت النتيجة هي النمو السريع واسع القاعدة، ومع بداية التسعينيات ربحت الصين الحضرية. بعدها راجعت حكومة الصين عديدا من تجاربها الإنتاجية الحضرية مسببة كثيرا من الضرر طويل الأجل للاقتصاد والمجتمع.
نتج عن الرأسمالية ذات الملامح الصينية في فترة التسعينيات مجموعة من السلبيات منها: ضعف القطاع المالي، التفاوت في الدخل، ارتفاع معدلات الأمية، التباطؤ في الإنتاجية، وانخفاض في نمو الدخل الشخصي، في حين حقق الناتج الإجمالي المحلي نموا كبيرا في كل من الثمانينيات والتسعينيات، كان ما ترتب على هذا النمو من مظاهر الرخاء مختلفا تماما. يشير الكتاب إلى المعجزة الناشئة للهند التي تبدد الوهم الشائع من أن الديمقراطية تتناقض تلقائيا مع النمو.
وفي حين تحتفل الصين هذا العام بالعيد الثلاثين لسياسات الإصلاح، نجدها تواجه بعضا من أصعب التحديات الاقتصادية التي تتطلب إصلاحات مؤسسية أساسية واسعة النطاق.
يرجح الكتاب أن الصين تتجه نحو مزيد من الاشتراكية مبتعدة شيئا فشيئا عن الرأسمالية، فلا تزال هيمنة الحكومة في الصين أقوى بكثير من المعايير الغربية، إلا أن الصين حققت قدرا من الحرية أكبر بكثير مما كان موجودا فيها منذ 20 أو 30 عاما في جميع المجالات وليس المجال الاقتصادي فقط.
كما أن التطوير المؤسسي بما فيه الإصلاح السياسي يعد عملية تطورية طويلة المدى لا يتوقع معها تغير سريع في نظام الحكومة الصينية. لكن مع ارتفاع مستويات المعيشة يدرك كثير من الناس حقوقهم الأساسية ويطالبون بها.
ومن المتوقع مع ارتفاع مستويات المعيشة للصينيين لتصل إلى مستوى دخل الطبقة الوسطى، بالمعايير الغربية، سيصير من الصعب على الحكومة أن تمارس مستوى الهيمنة نفسه الذي تمارسه اليوم. ومن ثم سيكون حتميا على الدولة أن تتغير من الداخل أو سيقوم الناس بهذه المهمة.
يظن معظم الناس، خاصة من يعيشون خارج الصين، أن النمو الهائل للصين والثقل العالمي المتزايد لها نتجا عن عملية تحول مستمر نحو الرأسمالية. فمن وجهة نظرهم يعد مرور 30 عاما على الإصلاح الاقتصادي كافيا لتحرره وسيتبعه بالتأكيد التحرر السياسي.
ينفي الكتاب هذه الرؤية، موضحا أن الأبحاث المعتمدة عن الصين نادرة وذلك لأن الإحصائيات، على كثرتها، معروفة بأنها غير موثوقة. لذلك يتجاوز الكتاب البيانات السطحية للناتج المحلي الإجمالي والاستثمارات الأجنبية المباشرة التي يكتفي بها كثير من الباحثين. ويقدم بدلا منها بيانات منسية أصدرها المسؤولون الصينيون في الحكومة والبنوك ورجال الأعمال الصينيون.

Title: Capitalism with Chinese Characteristics: Entrepreneurship and the State
Author: Yasheng Huang
Publisher: Cambridge University Press
ISBN-10: 0521898102
September 2008
Pages: 368

الأكثر قراءة