من أين نبدأ؟

من أين نبدأ؟

أحاول من خلال هذا الكتاب أن نتلمّس الخطى سوياً لنتأكد من أين يجب أن نبدأ؟ نبدأ بتطوير مجتمعنا وتحديثه عن طريق ترسيخ الوعي بضرورة الانعتاق من القوالب الاجتماعية التي قد تعيقنا مع المحافظة على ثوابتنا المتجذّرة في هويتنا، ولذلك يجب أن نبدأ من أنفسنا أولاً نحو مجتمعنا، ومن ثمَّ سنجد أننا على المسار الملائم للانطلاق جنباً إلى جنب مع المجتمعات الأخرى. لم أعتقد يوماً أن اهتمامي القديم الحديث بوعينا الاجتماعي والفردي قد جاء من فراغ، بل هو كما أزعم نتاج إبماني العميق بحاجتنا جميعاً إلى هذا النوع من النقد الثقافي النابع من دراسة المجتمع وقضاياه والتأمل في معضلاته الجمعيّة والفردية، وهو ما يساعدنا كثيراً في فهم ما نريد، وذلك كمجتمعٍ وثّابٍ إلى الصفوف الأمامية في مسرح الحضارة الإنسانية الذي لا يهدأ. إن مجتمعنا الذي يمكننا رصد قفزاته الطموحة نحو التحديث والتنوير منذ زمنٍ ليس بقريب، هو مجتمعٌ حيّ وحيوي لأنه يشهد حراكاً فعّالاً على جميع الأصعدة، ويجب ألّا تتوقّف هذه الحركة الدؤوب بكل نجاحاتها ومنجزاتها، ولا أن تتأثّر بكل اجتهاداتها وعثراتها، وذلك لأنها السبيل الوحيد الذي أراه لتثبيت هويّتنا المعاصرة ومنافسة باقي الأمم المتقدّمة في حيازة حصتنا من الإرث الإنساني العظيم.

الأكثر قراءة